ليضع نهاية لواحد من أهم الفصول الغامضة في العنف بسيناء حيث ظلت مصر ولسنوات تتهم السعيدني بالمسئولية عن الهجمات علي شرم الشيخ ودهب ونويبع بين عامي2004 و2006 عندما كان قائدا لتنظيم التوحيد والجهاد الذي مازال ينشط في سيناء كما أنه وطبقا للتقارير الأمنية الدولية والمحلية يرتبط بمجلس شوري المجاهدين وتنظيم القاعدة العالمي, والشيء المؤكد ان مصر لم تتمكن أبدا من أعتقال السعيدني والتحقيق معه حيث كان يتميز بقدرة كبيرة علي التحرك بسرية والتخفي ونجح في خداع الأمن المصري علي مدي سنوات ولذلك فانه بوفاته تموت معه كافة اسراره ولايعرف أحد هل تعني نهاية الرجل نهاية أو علي الأقل تراجع العنف في سيناء. وقبل48 ساعة فقط من الهجوم الغادر علي رجال القوات المسلحة في رفح بسيناء أفرجت حكومة حماس في قطاع غزة عن هشام السعيدني الملقب بأبي الوليد المقدسي(43عاما), أحد مؤسسي جماعة التوحيد والجهاد السلفية الجهادية والمتهمة بتنفيذ سلسلة من الهجمات الأرهابية علي السياح في شرم الشيخ ودهب ونويبع بين عامي2004 و2006. وتشير تقارير اعلامية الي انه تزوج في مصر, وغادرها إلي الأردن, حيث تعرف هناك علي قادة الجماعات السلفية الجهادية ومن يبنهم الشيخ أبو محمد المقدسي, الذي يعد الأب الروحي للزرقاوي. وقد غادر بعدها مصر الي قطاع غزة وذلك مع تدمير الجدار الفاصل بين الأراضي المصرية والقطاع في يناير2008 ودخول آلاف الفلسطينيينالعريش. وعاش في مناطق مختلفة من قطاع غزة, إلي جانب زوجته و7 من أبنائه كانوا يتنقلون معه طيلة فترات ملاحقته, حتي تم اعتقاله في2010 بناء علي طلب من مصر لكن سلطات حماس رفضت تسليمه للقاهرة, قبل ان تفرج عنه السلطات الامنية في غزة يوم الثالث من أغسطس الماضي. وكان اخر ظهور للمقدسي في ابريل عام2011, عندما وزعت الاجهزة الامنية في غزة صورا تلفزيونية له وهو يحاول اقناع أعضاء مجموعة مسلحة بتسليم انفسهم, بعد ان قاموا باختطاف الناشط الايطالي فيتوريو اريجوني( فيكتور) في غزة للمطالبة بالأفراج عن السعيدني نفسه قبل ان يتحصنوا في منزل في وسط القطاع, وتحاصرهم قوات الامن التابعة لحماس وقتلت اثنين من منهم بينهم اردني, واعتلقت ثلاثة اخرين ولكن المجموعة قتلت الرهينة نفسه أيضا. و قال مصدر فلسطيني قريب من الملف انه تم الافراج عن السعيدني وهو يحمل الجنسية الاردنية بناء علي صفقة سرية تم التوصل اليها مع اجهزة الامن في الحكومة( المقالة) بعد وساطة من جهات اردنية وبعض الشخصيات الفلسطينية علي ان يغادر غزة خلال ايام قليلة الي الاردن ولكن الذي حدث بعد ذلك هو ان السعيدني ظل في غزة ولم يخرج منها بل أنه واصل نشاطه منها متخفيا دون أن يتعرف عليه أحد حيث أعلن مجلس شوري المجاهدين وهو أعلي تنظيم سلفي جهادي في فلسطين أنه اختار السعيدني قائدا له. وخلال الفترة التي تلت الهجوم الجبان علي الجنود المصريين الصائمين في الخامس من اغسطس الماضي برفح تزايد الحديث في الأوساط الإستخبارية الإسرائيلية عن دور مجلس شوري المجاهدين في إطلاق الصواريخ علي إسرائيل من غزة إلي أن تم إغتيال السعيدني وهو يركب علي ظهر دراجة نارية مع أحد مرافقيه في جباليا بشمال غزة ليغلق الستار بذلك علي واحد من أبرز الأشخاص الذين كانت مصر تعتبرهم خطرا علي أمنها وتطالب باعتقاله لدوره في عمليات حدثت علي الأراضي المصرية تحت أسم الجهاد في سبيل الله.