في خضم متغيرات رياح التغيير التي هبت لتهز عروش وكراسي استحلت الأزل صفة لحكمها وكأننا رجعنا إلى بدايات الحضارة، وفي ظل واقعنا المأساوي الذي تشهد فيه منطقتنا العربية إندثار شعوب بأكملها – نجد أن المأساة الأشد خطراً في كل هذه التراجيديا هي اندثار المرأة، والمرأة هنا تندثر بواقع محموم وإصرار على الإبادة فهي إبادة نوعية مع سبق الإصرار والترصد وإبادة انتقائية"تحجيم وتهميش وانتهاك لحقوق وانتهاك لحريات وضياع لفرص العدالة في الحقوق وأبرزها حق العمل وحق البقاء. ومع تصاعد الانتهاكات وجرائم العنف بشتى أشكاله الجسدي والفكري والمعنوي، الذي تواجهه المرأة اليمنية من قبل النظام المخلوع, نجد أنها وبعد أن اتخذت من ساحات الحرية والتغيير ملاذاً لنضالها وكفاحها في سبيل التحرر والإنعتاق – تواجه جبهة أخرى أكثر ديكتاتورية واشد قمعاً وأقسى معاملة والمتمثلة في ما يسمى ب"جماعة الإخوان المسلمين"الذين بسطوا سيطرتهم ونفوذهم على كل شيء في ساحات التغيير والحرية – ولعل ابرز الصور التي تبين ذلك ما لاقته أخواتنا الإعلاميات والناشطات الحقوقيات في ساحة التغيير- صنعاء من إعتداءات وحشية بالضرب والتنكيل وكيل الشتائم والاتهامات الباطلة من قبل متطرفي ما يطلق علية ب"حزب الإصلاح"واعوانهم من أفراد الفرقة الأولى مدرع . نعم سادتي..هكذا هو حال المرأة في اليمن لذلك اقول مخاطبة أخواتي وزميلاتي، من اليمنيات الصامدات في ساحات التغيير والحرية : ليس أمامنا من سبيل سوى الصمود والتحدي والتكتل .. فلامناص من الرضوخ حتى تتمكن المرأة من انتزاع حقوقها، كما اقول لليمنيين عموماً :عليكم ان تدركوا أن الديمقراطية لا يمكن أن تكون بغير النساء، والنساء الفاعلات الناشطات النساء المنتجات فكرا وإبداعاً ونتاجات شتى، وبدون المرأة لن تكون هنالك حياة، ولا حقوق لأي إنسان في ظل مجتمع ينتهك حقوق النساء.