تشتد الأزمة بين المغرب والجزائر مند ما ينيف عن ثلاثة عقود. فمند 1975، والجزائر تتنكر لأبسط حقوق المغرب لاستكمال وحدته لترابية وجمع أواصر شعبه بين شمال الوطن وجنوبه. حيث حاولت جاهدة خلق دولة ذات سيادة من قبائل كانت على مر العصور الغابرة تدين بالولاء والطاعة لملوك المغرب. بل سلحت هده العشائر بالسلاح حتى يخوضوا حروبا ضروسا ضد أبناء جلدتهم ، فهلكَ من هلك من الطرفين... وكان الرابح الوحيد ، هو الاستعمار الجديد الذي يبيع أسلحته ومبادئه لكلا البلدين، ويقتات من تخلفهم البشع وتباعدهم. ورغم مرور كل هده السنوات الطوال ومعانات الشعوب المغاربية، لا زال المشكل بدون حل يرضى أنفة الجزائر. وأصبحت جبهة البوليزاريو شبيهة بحصان طروادة وأصبح الشعب الصحراوي لاجئا في تيندوف (منطقة داخل جنوبالجزائر) يئن من الفاقة والتشرذم والحراسة المشددة من طرف المخابرات الجزائرية وأزلامها الصحراويين. وغير ما مرة، أزعج هدا المصير المؤلم مؤسسات حقوقية داخل المغرب وخارجه حيث استنكرت الرباط هده المعاملة الصلفة واللاخلاقية من لدن الجارة الجزائر المتمادية فى غيها وغرورها . ونشرت مجلة "فوريس مغازين" مقالا بتوقيع المفكر الشهير ، ريتشارد منتير، المتخصص فى قضايا الارهاب، ان السكان الصحراويين الدين يعيشون عيشة ضنكا فى مخيمات العار بتندوف لا يحلمون الا بشىء واحد، الا وهو العودة الى الوطن الام : المغرب. واستنطق مشاعر الاحباط لدى شباب محروم من حقوقه وفرص الشغل بمخيمات تيندوف الدين قد يصبحوا لقمة صائغة لصناع الحروب بالمنطقة وخزان لمجندي "تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامى". وهدا تهديد متنامى ضد المصالح الامريكية قبل غيرها من الدول المغاربية. وخضوع مخيمات تيندوف لسيطرة نظام دكتاتورى شامل، هو ما يدفع با لاف الصحراويين للهروب بالرغم من خطر تعرضهم للانتقام من قبل عناصر البولزاريو المسلحة. ولعل هشاشة حقوق الإنسان بمخيمات تيندوف بالجزائر هي التي دفعت الخميس الماضي بنواب أمريكيين ليبعثوا برسالة الى وزيرة الخارجية الامريكية ، السيدة هلارى كلينتون " لدعم الحقوق المشروعة للساكنة المحتجزة" بقطاع تيندوف ومناصرة الخطوات الايجابية المغربية في هدا المجال. وقد عبروا عن ارتياحهم للسياسة الأمريكية بدعم من أغلبية الحزبين في مجلس الشيوخ والنواب والتي تهدف الى تسوية النزاع الصحراوي على أساس الحكم الداتى تحت السيادة المغربية . كما أكدوا على عزمهم التام للعمل الى جانبها بهدف ضمان نجاح سياسة عاهل المغرب في مجال ترسيخ حقوق الإنسان. وأكدوا أن الاختصاصات الواسعة التي يتميز بها المجلس الوطني لحقوق الإنسان ألدى أسسه ملك المغرب ببادرة استباقية منقطعة النظير في العالم العربي. ومن بينها تعزيز دور الوسيط وتعيين مفوض وزاري لحقوق الانسان. وهدا من شانه تعزيز دعائم الديمقراطية أْلحقة وتوسيع العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمغرب.. و خلاصة القول، يحلم كافة المغاربة دون اسثتناء بحل النزاع المفتعل بين البلدين و بإسقاط حواجز الحدود بين الدولتين حتى يلتئم الشعبين و يدفن الماضي المرير.