كشفت صحيفة الأوبزرفر البريطانية أنّ العواقب الدولية لتغيير النظام في سوريا كثيرة ومعقدة، وستبدو تداعيات ذلك جَلِية في لبنان وفلسطين تحديدًا، كما سيكون لذلك تأثير أيضًا على التحالفات السورية مع إيران وتركيا والعراق، ولعلّ أهمها العلاقة مع إسرائيل. وبحسب الصحيفة فإنّ سقوط نظام الأسد يعني فقدان إيران لحليفها الأوحد في المنطقة وما يعنيه ذلك من إضعافٍ لنظام رجال الدين، وهو ما يعزّز فرص الإصلاحيين الإيرانيين الذين تعرّضوا للتهميش والقمع منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2009. كما أوضحت أنّ دمشق تستضيف أيضًا عددًا من الفصائل الفلسطينية، أبرزها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، ويقول محللون: إن دعم الأسد الضمني لا ينبغ من اهتمام بالقضايا العربية ولكن بدافع في جمع أوراق لعب ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل في المفاوضات لاستعادة مرتفعات الجولان. على نفس الصعيد ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه يوجد ثلاثة أسباب تَمْنَع توجيه ضربةٍ عسكريةٍ دولية لسوريا لحماية المتظاهرين المطالبين بالإصلاح على غرار ما حدث في ليبيا. وأوْضَحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الأحد أنّ توجيه دول العالم ضربةً عسكرية إلى سوريا يعدّ أمرًا مستبعدًا، بسبب وجود ثلاثة أسباب رئيسية. وأشارت "معاريف" إلى أنّ السبب الأول هو غياب أي شكل من أشكال المعارضة السياسية الواضحة في سوريا، بمعنَى أنه لا يوجد ساسة أو قادة للحركات الاحتجاجية من الممكن فتح باب الاتصالات معهم. أما ثانِي الأسباب- وفقًا للصحيفة- فهو الخوف من إمكانية أن تتحول هذه الضربات إلى حرب شعبية ينتفض على إثرها الشعب السوري وبعض من القوى العسكرية الداعمة لدمشق، الأمر الذي سيُسْفِر عن وقوع العشرات من المدنيين الأبرياء. وأوضحت الصحيفة أنّ ثالث الأسباب التي تمنع شنّ عمل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا هو عدم معرفة دول الغرب بالمكاسب التي قد تَتمخّض عنها مثل هذه الحرب. ولفتت إلى أنّ ما يجري من عمليات عسكرية في ليبيا الآن سيجعل المجتمع الدولي يراجع مواقفه السياسية أكثر من مرّة قبل أن يبادر بضرب سوريا، خاصة بعد فشل الحظر الجوي في وقف الهجمات على المدنيين أو التخلص من العقيد الليبي معمر القذافي.