انطلقت في أفغانستان التحضيرات للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي ستجرى بعد نحو أسبوعين ويتنافس فيها الرئيس الحالي حامد كرزاي ووزير خارجيته السابق عبد الله عبد الله، في حين صرح رمضان بشاردوست الذي حل ثالثا في الجولة الأولى بأنه قد يحث الناخبين على مقاطعة الانتخابات رغم جهود الأممالمتحدة لتجنب تكرار عمليات التزوير التي شابت الجولة الأولى. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قال إن جولة الإعادة التي ستجرى في السابع من الشهر المقبل ستُراقب عن كثب لمنع التزوير، مؤكدا أن القوات الأجنبية ستعمل من أجل حماية الناخبين من هجمات طالبان، على حد قوله. لكن النائب بشاردوست الذي حل ثالثا بحصوله على نحو 10% من الأصوات وصف جولة الإعادة المزمعة بأنها "فشل"، وقال "في مكان آخر من العالم فإن الأشخاص المتورطين في التزوير يرسلون إلى السجن، لكن هنا في بلدنا تتم الإشادة بهم". وأضاف المرشح الخاسر في تصريح للوكالة الفرنسية أمس الخميس أنه سيعلن في مطلع الشهر المقبل ما إذا كان سيطلب من أنصاره دعم كرزاي أو عبد الله أو مقاطعة التصويت الجديد، مشيرا إلى أن المرشحين المتنافسين بدآ فعلاً بمحاولة استمالته. في الأثناء أعربت لجنة الانتخابات المستقلة عن مخاوفها من ألا تتمكن قوات الجيش والشرطة من تأمين يوم الاقتراع بسبب عراقيل كثيرة بينها صعوبة الوصول إلى المناطق الجبلية الوعرة مما اضطر الأممالمتحدة إلى استخدام الدواب أحيانا لإيصال بطاقات الاقتراع إلى أصحابها في تلك المناطق. وقالت اللجنة إن مرحلة ما قبل التصويت ستبدأ بشكل جاد يوم السبت مع بدء فترة 12 يوما للحملات الانتخابية تستمر حتى الخامس من نوفمبر/تشرين الأول المقبل، وقد بدأ فعليا توزيع صناديق الاقتراع والوسائل اللازمة للتصويت على المحافظات الأفغانية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد أن الانتخابات تواجه تحديا كبيرا لتجنب تكرار ما حصل من تزوير في الجولة الأولى والتي دفعته لطلب استبدال نحو نصف رؤساء اللجان في الانتخابات المشتبه بضلوعهم في عمليات التزوير التي شملت أكثر من مائتي مركز اقتراع. وتتزامن الاستعدادات لانتخابات الجولة الثانية مع مواصلة الرئيس الأميركي باراك أوباما دراسة إمكانية نشر قوات إضافية في أفغانستان، وفي وقت يناقش وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إستراتيجية جديدة للحرب ضد طالبان. وقد تصاعد التوتر السياسي في واشنطن، وهاجم البيت الأبيض أمس الخميس نائب الرئيس السابق ديك تشيني متهما إياه بسنوات من الإهمال في أفغانستان بعد أن صرح الأخير بأن أوباما "تردد بشكل خطير" في اتخاذ قرار بشأن أفغانستان. ومن المتوقع أن يستعرض قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال أمام وزراء دفاع حلف الناتو في اجتماعهم اليوم في براتسلافا بمن فيهم غيتس، تصوره للحرب في أفغانستان. وتشير وثيقة حصلت أسوشيتد برس على نسخة منها إلى موافقة الناتو رسميا على خطط بمنح الجيش والشرطة الأفغانيين دورا أكبر في الحرب بحيث يتحول الناتو من كونه مسؤولا عن الأمن وإعادة الإعمار في البلاد إلى القيام بدور الاحتياطي للمسؤولين الأفغان. تدريب الجيش وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن دعا أمس الخميس الدول الأعضاء في الحلف إلى زيادة جهودها لتدريب القوات الأفغانية وتزويدها بالعتاد، محذرا من أن عدم عمل ذلك ستكون له عواقب وخيمة. وفي هذا الإطار قال القائد الجديد للجيش في بريطانيا الجنرال ديفد ريتشاردز إن أعداد القوات البريطانية في أفغانستان قد يتم خفضها تدريجيا خلال خمس سنوات حينما يتم تدريب الجيش والشرطة الأفغانية بأعداد كافية لتولي مزيد من المسؤوليات لكن قد يتعين بقاء بعض القوات للقيام بدور مساند. من ناحية ثانية صرح وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس الخميس بأن بلاده لا تمانع بفتح قنوات حوار مع حركة طالبان بشرط ألا تكون ذات صلة بتنيظم القاعدة وأن تحترم الدستور الأفغاني. وقال إن هناك تنظيمات قبلية لطالبان ليس لديها علاقة بتنظيم القاعدة وأجبرت على التمرد لأسباب اقتصادية وهم من يجب التحاور معهم.