بعد انتهاء مهلة تقديم الترشيحات لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي أمس والاستعداد لاختيار المدير العام المرتقب بحلول 30 يونيو/ حزيران الجاري، تبدو وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد الأوفر هي حظا للفوز به مقارنه بمنافسيها حاكم البنك المركزي المكسيكي الذي يرى الكثير أنه يملك مؤهلات أفضل، و ستانلى فيشر محافظ البنك المركزى الاسرائيلى الذي أعلن أمس "فقط" تقدمه بطلبا رسميا للترشيح للمنصب. وفي إطار حملتها لحشد الدعم زارت لاجارد أمس السبت المملكة العربية السعودية التي أكدت أنها تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي خاصة بما تملكه من احتياطى نفط هو الأكبر فى العالم ما دفعها للمطالبة بتعزيز دورها في صندوق النقد الدولي وزيادة حصتها في رأسماله، كما ستطالب بزيادة أعداد الموظفين السعوديين القياديين في الصندوق. وأكد الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودي، عقب اجتماعه مع لاجارد، أن بلاده ستطالب بتعزيز دورها في صندوق النقد الدولي عن طريق رفع حصتها في رأسمال الصندوق مع الرئاسة الجديدة، خصوصا أن السعودية لعبت دورا أساسيا ومهم للصندوق. وبين العساف، أن السعودية لها شرطان لترشيح رئيس لصندوق النقد الدولي هما أن يكون الشخص المؤهل للرئاسة، وأن يكون الترشيح مفتوحا لجميع دول العالم، وليس فقط لقارة أو منطقة أو غيرها، مشيرا إلى أن مجلس إدارة الصندوق سيجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة للاتفاق على الشخص الذي سيكون على رأس إدارة الصندوق. وألمح الدكتور العساف إلى إعطاء المملكة صوتها للوزيرة الفرنسية بوصفه لها "أنها مؤهلة جيدا ومعروفة جدا كقائدة ووزيرة مالية ناجحة"، واستطرد "سنختار الشخص المناسب بغض النظر عن الجنسية أو اللغة أو الدولة"، حسبما ذكرت صحيفة "الاقتصادية". ومن جانبها ، اتفقت كريستين لاجارد المرشحة لرئاسة صندوق النقد الدولي مع العساف في "إن صندوق النقد الدولي ليس للأوروبيين ولا للدول الناشئة، وإنما تشترك فيه 187 دولة حول العالم"، مضيفة "أنا راضية تماما وواثقة بعد لقائي المسؤولين السعوديين، وسأتوجه للقاء المسؤولين في القاهرة"، كما أكدت أن نتائج زيارتها إلى الصين كانت إيجابية. وبحث الوزير السعودي خلال اجتماعه مع كريستين لاجارد في جدة أمس العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، كذلك تم بحث ترشيح لاجارد لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي ورغبتها في دعم المملكة لهذا الترشيح. وجدير بالذكر، أن مهلة تقديم الترشيحات لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي انتهت أمس، قبل موعد اختيار المدير العام الجديد المرتقب بحلول 30 يونيو/ حزيران الجاري، فيما تبدو وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد الأوفر حظا للفوز به بعدما لم يحصل منافسها الرئيس حاكم البنك المركزي المكسيكي أوغوستن كارتنس على أي دعم من الدول الكبرى، رغم أن الكثير من الخبراء يرونه يملك مؤهلات أفضل. وفي اللحظات الأخيرة، ذكرت شبكة "ان بى سي" الاخبارية الامريكية ان وزارة المالية الاسرائيلية، أعلنت أمس السبت، ان ستانلى فيشر محافظ البنك المركزى الاسرائيلى قدم طلبا للترشيح لمنصب رئيس صندوق النقد الدولى بعد أن شغل عدة مناصب فى كل البنك الدولى ومجموعة (سيتى جروب) المصرفية. وكانت قوى الاسواق الناشئة مثل روسيا والهند والصين قد أعلنت أنها تريد إنهاء الاحتكار الاوروبي للمنصب الذي يتم بناء على اتفاق غير مكتوب يقصر أيضا منصب رئيس البنك الدولي على أمريكا، وتمتلك الولاياتالمتحدة وأوروبا 48 بالمئة من الاصوات في صندوق النقد الدولي بينما تمتلك الاقتصادات الناشئة 12 بالمئة فقط. وبعد مجموعة من الزيارات التي قامت بها لاجارد فى إطار حملتها لحشد الدعم لترشيحها والتي شملت الهند والبرازيل والصين ومصر وجنوب إفريقيا والسعودية ، تعد لاجارد حاليا بكل المقاييس هي الأوفر حظا حيث أنها تحظى بدعم الاتحاد الاوروبي وعدد من الدول الصغيرة مثل جورجيا وموريشيوس، وواشنطن وبكين والرياض. كما قال مسئولون أن البرازيل أكبر اقتصاد في امريكا اللاتينية تميل الى مساندة لاجارد لكنها لم تحسم رأيها بعد، كما اختار وزير مالية جنوب افريقيا السابق تريفور مانويل عدم ترشيح نفسه للمنصب لكنه قال انه سيكون "من المؤسف جدا أن يقع الاختيار على أوروبي يتبع الاتحاد الاوروبي".