أفادت تقارير صحفية، أن تهديدات متزايدة باستهداف زعيم تيار "المستقبل"، سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق دفعته للبقاء بباريس، وعدم العودة إلى بيروت منذ حوالي ثلاثة أشهر، بعد أن استشعر وجود خطر على حياته. وذكرت صحيفة "القدس العربي"، أن الرئيس الحريري موجود حاليًا بباريس بسبب تهديدات شعر بها شبيهة بالتهديدات التي تعرّض لها والده الرئيس رفيق الحريري قبل اغتياله في 14 فبراير 2005. وتصاعدت التهديدات بعد الاحتجاجات التي تشهدها سوريا والاتهامات التي طالت الحريري وفريقه بالتحريض على نظام الرئيس بشار الأسد. ورفضت أوساط "تيار المستقبل" الدخول في تفاصيل حقيقة التهديدات، إلا أن معلومات غير مؤكدة لم تستبعد احتمال استهداف طائرة الحريري الخاصة بصاروخ أرض جو لدى هبوطها في مطار بيروت الدولي، أو استهداف موكبه على أحد الطرقات. وقال عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري "ليس سرًا أن هناك مخاطر محيطة بالرئيس سعد الحريري، وهذه المخاطر جعلته يتخذ بعض الاحتياطات". وأضاف "نحن في 14 آذار قدمنا سلسلة من الشهداء والدماء والتضحيات، وربما منذ انطلاق ثورة الأرز وقبلها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقبلها محاولة اغتيال الشهيد الحي مروان حمادة، كل هذه الأمور تجعلنا نستنتج دائماً أن ثورة الأرز ورجالها هم دائمًا في دائرة الخطر". وكانت مصادر أمريكية تحدثت مؤخرًا عن إحباط خطة لاغتيال الحريري في بيروت وقالت إنه "كان يفترض أن تنفذ خلال شهر مايو الماضي" إلا أنه تلقى نصائح من أكثر من دولة بالبقاء خارج لبنان، خاصة مع تصاعد حدة التوتر بسوريا احتجاجا على نظام حكم الرئيس بشار الأسد. كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية مؤخرًا أن "أمن لبنان وأمن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري أولوية بنظر فرنسا، شأنه شأن أمن سائر السياسيين اللبنانيين"، وذلك تعليقًا على معلومات صحفية أفادت باحتمال أن يكون الحريري تعرض لمحاولة اغتيال. وذكرت صحيفة "ليبيراسيون" أن "سعد الحريري بات لاجئا في فرنسا بعدما استهدف قبل أسبوع في لبنان بمحاولة اغتيال من قبل النظام السوري". وأوضحت أن "واشنطن والرياض أعطتا تعليمات لرئيس الوزراء السابق بعدم العودة إلى لبنان، إثر تقارير لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والسعودية تفيد بأن حياته في خطر". وندد فريق (14 آذار)، الذي يتزعمه الحريري بتصريحات لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح"، وأحد أقطاب فريق (8 آذار) النائب ميشال عون، قال فيها: "إننا قطعنا لسعد الحريري، تذكرة سفر (one way ticket)" أي "روحة بلا رجعة"، معتبرة هذا الأمر تهديدًا مبطنًا ضده بالاغتيال. ونسبت صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن في عددها الاثنين إلى مصدر قيادي في "14 آذار" – لم تكشف عن هويته- وصفه تصريح عون ب "الخطير"، ويحمل "تهديدًا مبطنًَا ويضعه في دائرة الشبهة، باعتباره إما شريكا فيما يخطط من استهداف ومحاولة اغتيال للرئيس سعد الحريري، وإما على علم به". وبحسب معلومات، فإن نوابًا من 14 آذار استعرضوا أفكارًا حول احتمال مقاطعة الجلسة النيابية العامة المخصصة لمنح الثقة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لعدم الاعتراف بحكومة جاءت على أساس انقلاب نفّذه حزب الله مدعوماً من سوريا، لكن نوابًا آخرين رفضوا هذه الفكرة ورأوا ضرورة الحضور لمواجهة السياسة العامة للحكومة وليس لمناقشة البيان الوزاري. والاثنين قبل الماضي أعلن عن تشكيل حكومية لبنانية جديدة برئاسة نجيب ميقاتي، بعد ما يقرب من خمسة أشهر من إسقاط "حزب الله" وحلفائه حكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، إثر خلاف حول المحكمة الدولية التي تنظر قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وتعطل تشكيل الحكومة لما يقرب من خمسة أشهر بسبب الخلاف على من يتولى منصب وزير الداخلية الذي يريد كل من الرئيس سليمان والزعيم المسيحي ميشال عون أن يتولاه أحد أنصاره