مدَّد القضاء المصري حتى 45 يومًا فترة حبس الإسرائيلي إيلان تشايم جرابل، الذي تتهمه القاهرة بأنّه ضابط إسرائيلي كان يتجسّس عليها لحساب جهاز الموساد، في حين تصر تل أبيب على أنه طالب حقوق لم يتورّط بنشاطات أمنية، وذلك بعد جلسة حضر فيها إلى المحكمة وسط إجراءات أمنية مشددة، لينكر التُّهم المنسوبة إليه. جاء القرار الصادر الخميس عبر غرفة المشورة بمحكمة جنوبالقاهرة، التي أعادت السبب إلى استكمال التحقيقات الجارية معه بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط: إن جرابل "حضر إلى المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة، وأنكر ما هو منسوب إليه من اتهامات، وطلب دفاعه إخلاء سبيله على ذِمّة التحقيقات". وجاء عرض المتهم على غرفة المشورة للنظر في تجديد حبسه، في ضوء انتهاء سلطة تجديد الحبس الاحتياطي المتوالِي للمتهم بمعرفة النيابة. وكانت السلطات المصرية قد نسبت إلى جرابل تُهْمة التخابر "بغية الإضرار بمصالح مصر الاقتصادية والسياسية"، وذلك في أعقاب تحقيقاتها معه في ضوء ما تلقته من معلومات من جهاز المخابرات العامة المصري. وأشارَت معلومات جهاز المخابرات العامة إلى أنّ جرابل "تَمّ دفعه إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض المهام لحساب الموساد الإسرائيلي، وتجنيد بعض الأشخاص لصالح الجانب الإسرائيلي من خلال نشاطه في التجسس ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير." كما شملت مهامه، وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية، "التواجد في أماكن التظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمسّ النظام العام، والوقيعة بين الجيش والشعب، بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمني ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبًا على الثورة." كمَا أشارت معلومات المخابرات العامة المصرية إلى أنّ المتهم كان أحد عناصر الجيش الإسرائيلي وشارك في حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها. وكانت إسرائيل نفت بعد اعتقال جرابل منتصف يونيو الماضي بأن يكون له أي صفة أمنية، ووصفته بأنّه "طالب حقوق يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية." وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، في حديث للإذاعة الإسرائيلية: إنه لا يعلم أسباب اعتقال جرابل. وتقول القاهرة: إن الوحدة التي قامت باعتقال جرابل وجدت بحوزته "جهاز كمبيوتر محمول واسطوانات مُدْمَجة ووحدة تخزين رقمية متنقلة والتي كان يستخدمها في أعمال التخابر." وكشفت التحقيقات أنّ "جهاز المخابرات العامة استطاع جمع أدلة إدانة ضد جرابل، وذلك بتصويره في ميدان التحرير خلال أحداث ثورة 25 يناير، فضلاً عن أنه تبيّن وجوده خلال أحداث الفتنة الطائفية بمنطقة إمبابة، والتظاهرات والاعتصامات التي شهدتها منطقة ماسبيرو"، التي يقع فيها مقر التلفزيون المصري.