دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لقاء في نيويورك وبدء مفاوضات سلام، وذلك في محاولة لمنع الفلسطينيين من التقدم في مسعاهم في الأممالمتحدة لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية. وأصدر نتنياهو بيانا في ساعة متأخرة من مساء الاثنين قال فيه "إنني أدعو رئيس السلطة الفلسطينية إلى البدء بمفاوضات مباشرة بيننا في نيويورك وتستمر في القدس ورام الله وأقترح على الرئيس عباس البدء في مفاوضات للسلام بدلا من إهدار الوقت في خطوات أحادية الجانب وغير مجدية". وأضاف نتنياهو إن "خطوة أحادية الجانب ليست الطريق لدفع السلام بيننا والطريق لتحقيق السلام هي بواسطة مفاوضات مباشرة وليس من خلال تصريحات في الأممالمتحدة". وتأتي أقوال نتنياهو في وقت التقى فيه عباس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقدم له طلب حصول الفلسطينيين على عضوية كاملة في الأممالمتحدة عبر مجلس الأمن الدولي. وذكرت صحف إسرائيلية الثلاثاء أن إسرائيل والولاياتالمتحدة تسعى في هذه الأثناء إلى إقناع دول أعضاء في مجلس الأمن، وخصوصا الغابون والبوسنة وكولومبيا، بعدم تأييد الطلب الفلسطيني والتصويت ضده لكي تمتنع الولاياتالمتحدة عن استخدام الفيتو ضد الطلب الفلسطيني. ومن جانبه قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس الاثنين إنه "بالإمكان أن نلاحظ منذ الآن في الجبهات المختلفة وجود انعكاسات للزلزال الذي ضرب منطقتنا" في إشارة إلى الثورات والاحتجاجات في العالم العربي. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن غانتس قوله إنه "ليس مستبعدا أن الجيش الإسرائيلي والدولة يقفان الآن في بداية فترة معقدة تنطوي على تحديات جديدة وعلى الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعدا لهذه التحديات ولذلك ليس بإمكانه المساومة على جهوزية القوات وتدريبها". ويستعد الجيش الإسرائيلي منذ فترة لمواجهة تظاهرات فلسطينية محتملة في الضفة الغربية تأييدا للمسعى الفلسطيني في الأممالمتحدة، علما أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن تظاهرات كهذه لن تكون عنيفة وأن قوات الأمن الفلسطينية ستمنع وصول هذه التظاهرات إلى نقاط احتكاك مع الإسرائيليين في المستوطنات والحواجز العسكرية. وفي غضون ذلك قال السفير الأمريكي في إسرائيل دان شابيرو خلال زيارته لمدرسة يهودية للبنات المتدينات في القدس أمس إن الولاياتالمتحدة ستستمر في العمل من أجل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بعد التصويت على الطلب الفلسطيني والذي أعلنت الإدارة الأميركية أنها ستستخدم الفيتو ضده. وفي رده على سؤال بشأن إمكانية أن توقف إسرائيل تحويل المستحقات المالية الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية قال شابيرو إن الولاياتالمتحدة تعارض خطوات أحادية الجانب سواء كانت إسرائيلية أو فلسطينية. وأضاف إن التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هو مصلحة هامة لكلا الجانبين.