نشرت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحية تحت عنوان "مقتل أنور العولقي له مبرره الواضح"، استهلتها بالتأكيد على أن "مقتل أنور العولقي يوم الجمعة الماضي أثناء غارة أميركية في اليمن قد وجه ضربة خطيرة إلى تنظيم القاعدة، كما كان له مبرره الواضح سواء من الناحية القانونية أو الأخلاقية؛ إذ أشار بعض المحللين إلى أن العولقي لم يكن زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو عملياتها القوية في اليمن". ورأت الصحيفة أن "هذا الرأي يتجاهل موطن خطورة العولقي، وسبب قيام الرئيس الاميركي باراك أوباما بوضعه على قائمة المستهدفين"، مشيرة إلى "وجود العديد من الأدلة التي تدعم ادعاء الإدارة الأميركية بأن العولقي كان له دور مباشر في محاولات الهجوم على الولاياتالمتحدة، بما في ذلك المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة في يوم عيد الميلاد عام 2009 ومؤامرة لإسقاط طائرتين للشحن"، مضيفة أنه "علاوة على ذلك، كان للعولقي دور بارز في إلهام الجهاديين في الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الغربية -والذين ربما يشكلون الخطر الإرهابي الأكبر في هذه الفترة"، لافتة الى أن " تم تيادل ما يقرب من 20 رسالة بريد إليكتروني مع الميجور نضال مالك حسن، المشتبه في قتل 13 شخصاً في حادثة فورت هوود عام 2009، كما أشار فيصل شاهزاد -الذي حاول تفجير سيارة ملغومة في تايمز سكوير في نيويورك في عام 2010 - إليه كمصدر إلهام له". وأشارت الصحيفة إلى أن "من بين الذين استجابوا لدعواته المريعة على الإنترنت لقتل المدنيين كانت جماعة من المسلمين الكنديين اعتقلوا بتهمة التآمر لشن هجمات في تورونتو؛ وخمسة رجال تمت إدانتهم بالتخطيط لهجوم على قاعدة فورت ديكس في نيوجيرسي، وامرأة بريطانية قامت بطعن عضو في البرلمان. وترى الصحيفة أن العولقي كان بفعالية وخطورة أي من معسكرات التدريب التابعة للقاعدة في باكستان وأفغانستان واليمن". وأكدت أنه "وعلى نقيض بعض مقاتلي القاعدة في اليمن أو الصومال، شكل العولقي تهديداً على الولاياتالمتحدة، ومن ثَمَّ كان دائماً هدفاً قانونياً ومبرراً بالنسبة للقوات الأميركية، التي تعمل وفقا للمبدأ الدولي الخاص بالدفاع عن النفس، وكذلك تفويض الكونغرس لعام 2001 لاستخدام القوة ضد تنظيم القاعدة"، لافتة الى أن "هناك سبب وجيه باعث على الأمل في أن يؤثر مقتل العولقي على عدد المجندين ويقلص خطر تعرض الولاياتالمتحدة بمزيد من الهجمات، ولكنه لن يضع حداً للتهديد الذي تشكله القاعدة".