اتفق العراق والسعودية على تبادل المعلومات الأمنية في ما يخص مواجهة الإرهاب، فيما أكد الرئيس العراقي معصوم أن استراتيجية العراق في علاقاته الخارجية تراعي المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، إضافة إلى عدم التمحور في تكتلات ومواقف مع طرف ضد طرف آخر. و خلال مباحثات اجراها الرئيس العراقي فؤاد معصوم في الرياض اليوم مع الامير خالد بن بندر رئيس جهاز الاستخبارات في المملكة العربية السعودية، بحضور مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض وبقية الوفد المرافق، فقد تم التركيز على تبادل المعلومات في الجانب الأمني في ما يخص الحرب على الإرهاب الذي يشكل تهديدًا لجميع دول المنطقة والعالم. وقال بيان رئاسي عراقي اطلعت "إيلاف" على نصه إن الوزراء الأمنيين والجهات المختصة سيعملون من اجل التنسيق والتفاهم على العمل الثنائي المشترك في ضوء التوجيهات الصادرة عن الاجتماع المشترك بين الرئيس معصوم والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وخلال اجتماع مع الرئيس معصوم الليلة الماضية أكد العاهل السعودي رغبة بلاده في علاقات جيدة مع العراق، فيما دعا الرئيس العراقي إلى تعاون عالي المستوى بين البلدين لمواجهة الإرهاب، مؤكدًا أن زيارته للسعودية حظيت بمباركة السيستاني وبقية المراجع الكبار. وجرى خلال الاجتماع حديث عن الاهمية الكبيرة للعلاقات بين البلدين الشقيقين وعن السبل الممكنة للتقدم بهذه العلاقات إلى الامام. ثم عقد الزعيمان اجتماعًا ثنائيًا حيث أكد العاهل السعودي الحرص على وحدة العراق والاستقرار فيه، وأهمية علاقات الاخوّة مع العراق وأن البلدين لهما مستقبل واحد يتطلب البدء بالتنسيق في مجالات عديدة.. وقال إن المملكة تريد علاقات جيدة مع العراق. معصوم: سياسة العراق الابتعاد عن التكتلات والمحاور ومن جهة اخرى، اجتمع الرئيس معصوم في الرياض اليوم ايضًا مع سفراء المجموعة العربية المعتمدين في السعودية بحضور وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، حيث اوضح لهم أن استراتيجية العراق في علاقاته مع الجميع هي في مراعاة المصالح المشتركة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية، اضافة إلى عدم التمحور في تكتلات ومواقف مع طرف ضد طرف آخر. وقدم الرئيس شرحاً لطبيعة زيارته الحالية إلى المملكة العربية السعودية، وإلى اهمية العلاقات بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا أن العلاقات التاريخية وروابط الاخوة والجوار والحدود هي مما يسهل فرص التفاهم والتعاون، كما أن مواجهة البلدين ودول المنطقة لخطر التهديد الإرهابي تفرض التعاون والتنسيق والعمل المشترك. وقدم معصوم عرضًا لعلاقات العراق مع دول الجوار الاخرى، اضافة إلى تسليطه الضوء على وحدة الموقف العراقي الداخلي، كما يعبر عنها التفاهم بين القوى السياسية الاساسية ولقاء الرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة والتنسيق في ما بينها. ثم تحدث الجعفري مبينًا للسفراء العرب استراتيجية العمل الدبلوماسي العراقي وجهود هذه الدبلوماسية التي تتركز حاليًا على توسيع مجالات التفاهم مع الجميع بما يعزز جبهة مواجهة التحدي الإرهابي، وبما يؤمن علاقات تفاهم وتعاون بين العراق والدول الشقيقة والصديقة. وفي ختام اللقاء استمع معصوم إلى احاديث السفراء العرب، والتي عبرت عن التأييد لمساعي الحكومة العراقية في الحرب ضد الإرهاب، وفي العمل على تعزيز العلاقات مع دول الجوار والمنطقة، مؤكدين الاهمية الكبيرة لموقع العراق وما يأملونه لهذا الموقع من اهمية وفاعلية تصب لصالح الجميع. وكان الرئيس معصوم قد وصل ليلة امس إلى الرياض على رأس وفد وزاري وسياسي رفيع لبحث العلاقات الثنائية والملفات السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، في زيارة تعتبر الاولى لمسؤول عراقي منذ سنوات.