الأستاذ والصديق والرفيق د. ياسين سعيد نعمان.. رسالة تحية وتقدير اكتب اليك اعتقادا مني بانك رجل المرحلة القادمة في اليمن لاستيعابك متغيراتها وابعادها اقليميا ودوليا، ناهيك عن متغيراتها الداخلية في اطار ظهور لاعبون جدد في الساحة وبروز فاعلية الشباب بشكل غير مسبوق واهتزاز البنى التقليدية ورموزها.. وهنا لابد وان يكون لكم شخصيا دورا محوريا في الشان السياسي المباشر ولحزبكم دور فاعل ورئيسي غير مسبوق (يضاف الى ما قدمتوه شخصا وحزبا منذ بداية الثورة وما قبلها).. فالمتغيرات الراهنة اظهرت مساقا ملائما لاتساع قاعدة الحزب ولتزايد حجم الاصطفاف معه.. وهنا لابد وان تتغير اليات التواصل التنظيمي بين حزبكم وبين الجماهير من خلال ادوات ورؤى جديدة.. وحان الوقت لاجتماع حزبي استثنائي تعتمدون فيه تغيرات قوية وشجاعة في التنظيم والرؤى والقيادات حيث الحرس القديم يجب ان يعمل ضمن دوائر استشاريه لافساح المجال لاخرون هم فاعلون في اوساط المجتمع، ووفق متغيرات اللحظة المعيوشة وعدم استيعاب هذا الامر سيخلق لكم ولحزبكم تعقيدات قد تجعل من مستقبل الحزب امرا محفوف بالمخاطر.. الا اذا ارتضيتم باعتماد ماهو قائم من دور تقليدي وصوت غير مسموع للحزب. فاللحظة التاريخية تتطلب منكم اعادة بناء تحالفات حزبية ومع شخصيات ومجموعات تصطف معكم لتكونو بؤرة تركيز لتكتل قوى التحديث والديمقراطية، ولايعني ذلك ابد العداء للمشترك.. فهذا الاخير تشكل وفقا لاعتبارات خاصة وبقضايا انية ومحدودة ولكنه قاصر عن استيعاب المتغيرات الراهنة ويظل قائما في اطار تدعيم علاقات الشراكة الجيدة ولكن لاتجعلوا من حزبكم اسير تحالفات انية وتقليدية.. فلابد من اعادة بناء التحالفات وفقا للمشروع المدني للدولة القادمة، وهو الامر الذي يتطلب توسيع الاصطفاف لقضايا الدولة المدنية ولوازمها الدستورية والقانونية والتعليمية والثقافية، اضافة الى اعتماد نظام سياسي بقاعدة فيدرالية تخرج السلطة من دائرة استبداد منصب الرئيس وتخرج منصب الرئيس من دائرة قاعدته القبلية ومرجعيتها.. فاليمن متعدد اجتماعيا ومناطقيا وجغرافيا.. ثم ان المتغيرات الراهنة تتطلب الانحياز للمستقبل وللحداثة، وغالبية افراد المجتمع من الشباب وجزء كبيرا من هؤلا مع مشروع الحداثة ويحتاجون لاطار تنظيمي له تاريخ وحضور للعمل معه وفق متغيرات في العمل الجمعي ووفق تفكير وتنظيم جديدين.. وبقدر ما نتطلع لرؤية سياسية استراتيجية يعدها الحزب ويتشكل حولها اصطفاف واسع، فنحن على ثقة بدوركم الشخصي من خلال شراكة مع اخرين تتشاطرون معهم هموم المجتمع حاضرا ومستقبلا.. فاتساع معدلات الفقر والبطالة والمعاناة لغالبية افراد المجتمع تجعل من الاشتراكية مطلبا جمعيا لافكاك عنه.. فالاشتراكية نظرية في العدالة الاجتماعية وبناء الدولة .. وهنا يتقوى اصطفافكم مع اخرين فلا احد يرفض تحقيق العدالة ودولة المؤسسات والقانون وترسيخ مبدا المواطنة المتساوية.. لامجال للانتظار والمراوحة في اعتماد حسابات حزبية قصيرة الاجل .. انتم على موعد مع القدر التاريخي للشعوب وحتميات انتصاراتها في التغيير.. فكونو في مقدمة المسيرة، ونحن معكم افراد وجماعات سنعزز اتساع تحالفاتكم ونمدكم بخبراتنا.. فاليمن القادم يستحق مغامرات مدروسة او بتعبير اخر ممارسات سياسية نوعية تستلهم اللحظة التاريخية حيث اتساع الظلم الاجتماعي في العالم كله امام توحش الراسمالية وانصارها محليا من القوى التقليدية المؤيدة لحرية النهب والمضاربة بقوت الشعوب انما يجعل من دور حزبكم الطليعي حاجة وضرورة وطنية وسياسية.. ان خروج اليمن من كل أزماته الراهنة يتطلب مشروع دولة مدنية تتجاوز القبيلة والطائفة والمذهب وتعتمد الشراكة بدلا عن الإقصاء وهنا يكون الانحياز للمستقبل وفق منطقه في الدولة والثقافة والتشريعات والقوى المجتمعية صاحبة مشروع المستقبل بما في ذلك تعميم الاستنارة الدينية وخلقت تكتل واسع يجعل من اليمن القادم رهين نشاطه وفق منطق العصر ومتغيراته مع التأكيد على إحياء كل قيم العقلانية والتقدم في تاريخنا وحضارتنا واكتساب ذات القيم من واقعنا المعاصر. ولايظن احدا من وجود تضاد بين الدولة المدنية والدين.. فالاخير لايزدهر كثقافة وكتدين الا من خلال دولة مدنية تتسع معها فضاءات الحرية واعتماد دولة القانون والمواطنة. فاليمن يتطلب هندسة سياسية تعتمد منظورا في اعتماد نظام يتجاوز القائم نحو توسيع فاعلية المجتمع ومشاركته محليا في اطار مركز سياسي محدود الصلاحيات لصالح مؤسسات تشريعية وتنفيذية فاعلة وفق الية القانون كناظم وحيد في حقوق الافراد وواجباتهم وفي علاقة الحاكمين بالمحكومين ..واذا كان توحش الراسمالية العالمية ادى الى ظهور نزعة الانسنة وعززت اصطفاف مجتمعي يهتمون بالبعد الاجتماعي لاقتصاد السوق فنحن جزء من هذا العالم نستوعب ايجابياته ونبدع في اطار مجتمعنا بالجمع بين العام والخاص لنخرج باجمل تصور لتعزيز بناء الدولة المدنية لتمنح اليمنيين غدا مشرق وحلما افضل يستحق منا مزيدا من النضال والمثابرة .... ودمتم ..مع خالص التحية.