بدأ الناخبون الكويتيون الخميس الاقتراع لاختيار مجلس جديد للأمة، بعد حملة انتخابية هيمن عليها موضعا الاصلاح ومحاربة الفساد. وتشير التوقعات الى توجه المعارضة بقيادة الاسلاميين الى تحقيق فوز كبير. وسجلت بداية الفترة المسائية وبالتحديد من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الثانية ظهرا إقبالا متوسطا لامس ال26% على عكس الفترة الصباحية التي لم يتجاوز الإقبال فيها 10% . وفُتحت صناديق الاقتراع في حوالى 100مركز انتخابي رئيسي ضمن الدوائر الانتخابية الخمس في الكويت. ومن جانبه شدد الدكتور سعد بن طفله وزير الإعلام الكويتي السابق على اهمية هذه الانتخابات متوقعا ان يتعدى الحضور بها أكثر من 80% . ونوه بن طفله ل"العربية.نت" أن الدائرة الثالثة بالكويت سيكون بها حضور قوي وذلك لإسقاط مرشحي مثيري الفتن ، أما بعض الدوائر التي يكون فيها التواجد القّبلي سيكون فيها الانحياز للقبيلة أكثر . وأشار إلى أن الكثير من الناخبين الكويتيين سيذهبون للانتخابات ولم يحسموا أمرهم لمن يصوتوا له ولكن حسموا أمرهم لمن لن يصوتوا له ، وهذا المعطى الجديد لهذه الانتخابات ، وجاء ذلك لدعوات العديد من الناشطين بالمواقع الاجتماعية مع بداية فتح صناديق الاقتراع ، وذكر بن طفله للعربية نت أن هذه الانتخابات سوف يتعدى الحضور بها لأكثر من 80% . وتنظم الانتخابات بعد تصاعد مفاجئ في الأيام الأخيرة للتوتر على خط القبائل التي ثار غضبها لمواجهة هجمات كلامية تعرضت لها خلال الحملات الانتخابية من مرشح موال للحكومة. وقد أحرق شباب من القبائل مقر هذا المرشح، كما هاجموا مقر قناة تلفزيونية كانت تستضيف مرشحا آخر. وكانت المعارضة تشغل 20 مقعدا في البرلمان المؤلف من خمسين عضوا، والذي حلّه أمير البلاد في ديسمبر/كانون الثاني في أعقاب أزمة سياسية حادة ومظاهرات شبابية غير مسبوقة استلهمت الربيع العربي.
وتشير الاستطلاعات إلى توجه المعارضة بقيادة الإسلاميين السنّة لتحقيق فوز كبير، إلا أن نتيجة الاقتراع لن تؤدي على الأرجح - بحسب المراقبين - إلى إنهاء التأزم السياسي الذي يشل هذا البلد الغني، وثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وقال طلال الكشتي المدير العام لمركز اتجاهات للدراسات والبحوث(مستقل): "استنادا إلى دراساتنا واستطلاعاتنا، أعتقد أن المعارضة ستفوز بما بين 26 و33 مقعداً". وحصول المعارضة على 33 مقعداً يعني سيطرتها بشكل كامل على قرار البرلمان، إذ إن الوزراء غير المنتخبين (15 وزيراً) يتمتعون بحكم الدستور بحق التصويت في البرلمان. ويخوض 50 مرشحا معارضا الانتخابات من بين 286 مرشحا، كما تنافس 23 امرأة للفوز بمقاعد نيابية. وتضمنت حملات مرشحين من المعارضين مطالب تراوحت بين إرساء نظام متعدد الأحزاب وضرورة أن تكون الحكومة منتخبة مع رفع عدد أعضاء مجلس الأمة، وصولا إلى إرساء ملكية دستورية، والحد من نفوذ أسرة آل الصباح التي تحكم الكويت منذ 250 عاما.
برلمان شبابي.. قصير العمر وقال د .شفيق الغبرة – استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت ل "العربية.نت" إن الانتخابات البرلمانية 2012 "مفصلية"، مشيرا إلى أن "التيارات والقوى السياسية تلعب دورا هاما بالانتخابات نظرا لجذورها الاجتماعية وخبرتها وباعتبارها بديلا عن الأحزاب في الكويت". وذكر الناشط السياسي، زايد الزيد، أن "المعطى الجديد في هذه الانتخابات هو دخول الحراك الشبابي على المشهد السياسي بالكويت"، موضحا أن "المجلس المقبل سيتأثر بالحركات الشبابية أكثر من القوى السياسية". وتوقع كل من الغبرة وزايد ألا يستمر هذا البرلمان فترة طويلة نظرا لطبيعة التجاذبات السياسية القائمة.