في ليلة خريفية عام 1939م، بُعيد اندلاع الحرب العالمية الثانية، دفع الأرق "ماجدة غوبلز". زوجة "جوزيف غوبلز" وزير الدعاية الألمانية إلى تصفح كتاب، كان -ربما بالصدفة- كتاب "التنبؤات" ل"نوستراداموس"، قرأت قليلاً لتنتفض فجأة بفزع، وتهز بعنف زوجها الغارق في النوم إلى جوارها: -غوبلز.. غوبلز .. انظر.. "نوستراداموس" تنبأ بهزيمة ألمانيا في هذه الحرب.! تأمل "غوبلز" المقطع الذي تشير إليه زوجته بتثاقل.. لوهلة.. انتفض بعدها هو الآخر بفزع، مقدرا حجم التداعيات الخطيرة المدمرة لهذه النبوءة على نفسية ومعنوية الجيش والشعب الألماني، وتأثيرها الإيجابي على الخصوم، وسرعان ما اجتمع ب "الفوهرر" لمناقشة هذه الكارثة لتبدأ حرب عالمية من نوع مختلف.. حرب العرافين. المنجمون والعرافون الذين استعان بهم "هتلر"، وعلى رأسهم "كرافت" أطلقوا تنبؤاتهم بانتصار النازية، كما حرفوا أو تأوّلوا نبوءات "أداموس" لصالح "هتلر"، فيما قامت الطائرات الحربية الألمانية بإلقاء ذلك الوابل الغزير من النبوءات على مدن الدول المعادية، خاصة فرنساوبريطانيا.! بدورها انخرطت دول الحلفاء في اللعبة، واستنفرت حتى قارئات الفنجان وضاربي الودع، وأطلق هؤلاء سيلاً من النبوءات المضادة، لم تقصر وسائل الإعلام ولا الطائرات الحربية في نشرها. بريطانيا بالذات تكبدت مئات الآلاف من الجنيهات، لتكذيب النبوءات المنشورة، ونشر نبوءات كاذبة. وحتى الآن تفخر المخابرات البريطانية أنها تمكنت حينها من جعل العراف "كرافت" نفسه يشوش على "هتلر" مباشرة.