ذهبت لمقابلة الزعيم يومنا هذا الأربعاء بناء على طلب منه ليفاجئني حين طلب مني قراءة رد الدكتور ياسين سعيد نعمان على مقال لي خلال هذا الأسبوع بعنوان (الروح والفحوى في تنظيرات الساسة) وحين أكملت قراءة الرد قال لي: الذي لفت نظري في رده هو دعواه أنني لم أترك السلطة وكأن كل ما مر بنا من استلام وتسليم للسلطة ومن هيكلة ومن إقصاء ومن تشكيلات حكومية آخرها إخراج المؤتمر بالكلية من الحكومة ومن قرارات دولية ومن حصار كأن كل هذا ليس شيئا.. قلت له: وما هو تفسيرك لذلك يا فخامة الرئيس؟ قال: بقايا حقد عميق لا يزال متأصلا ربما من عام 94م رغم أن المحرضين وأصحاب الفتاوى أضحوا حلفاءه، بالإضافة إلى محاولة انتصار للرئيس هادي في محاولته الاستئثار بحزب المؤتمر إلى جانب استئثاره بالسلطة. وقال: حزب المؤتمر هو حزب يمني أنتم وآباؤكم تعرفون أنني بنيته أنا بجهود يمنية وأفكار يمنية وكوادر يمنية ولم أستورده من الصين ولا الاتحاد السوفيتي ولا من غيرها، وسيظل يمنيا يمارس دوره في الأحداث. وقال: أنا قرأت مقالتك عنه التي رد عليك بها وكانت مؤدبة. **** عموما أصبح مفهوما وشائعا أن الدكتور كان مرشحا لسفارة في الخارج وكان ينتظر قراره للسفر فجاءت استقالة الرئيس هادي لتلغي القرار، وقبلها تم إزاحته من الأمانة العامة للحزب فأصبح لا أمانة عامة ولا سفارة، وبالتالي أعطى لنفسه حق الرد غير المتزن حتى على رفيقه في الماركسية والإسلام وبطريقة "اللقانة" المعروفة عن غير أصحاب العقول والقيم.. **** المهم أن الدكتور خيّب ظني فيه وأثبت لي ولمن قرأ مقالتي ورده أنه غير مبرّأ من الكذب الصريح الذي حاولت أن أبرئه أنا منه حين قال إنه كان وما يزال يطالب بخروج الزعيم من السلطة وليس من البلد ويصر على أنه لم يترك السلطة بعد.. وأحاديثه موثقة سابقا ولاحقا فأي كذب بعد هذا الكذب الذي لا يشهد عليه ملايين الشعب اليمني فحسب بل مليارات البشر من غيرهم ؟ عموما لا تزال المراوغة مستأصلة في البعض كما ذكر الدكتور وهو ما لا نستطيع أن نكرههم على تركها.. على أن ما نسيه الرفيق ياسين أنني لم أترك الإسلام لقول أحد بل وأدخلت كارل ماركس والشيوعية كلها فيه بعلم واقتدار وتحدّ ومناظراتي لمن كفروهم في التسعينيات باسم الإسلام وباسم الماركسية معا ومن أجل الحق ضد باطل من أصبحوا حلفاءه ومن أصبح الناطق الرسمي باسم دعاواهم المقيتة تشهد لي بذلك..ولكن بعض الرفاق باعوا ماركسيتهم بثمن بخس لأعدائهم وليتهم أكرموا أنفسهم بالإسلام وتحولوا إلى دعاة له..بل تحولوا إلى سمساسرة للقوى الكهنوتية والكمبرادور الذين حاربوهم باسم الله. باختصار هم لا حفظوا يساريتهم للمستضعفين ولا اعتزوا بإسلامهم للأمة. أما نحن يا دكتور فلا حالفنا الإخوان ولا غيرهم لمصلحة ولا خرجنا من الإسلام..