الدكتور ياسين سعيد نعمان واحد من كبار القادة الاشتراكيين في اليمن وهو من المنظرين السياسيين المعدودين وهو في الواقع جاء في فترة انتهت التنظيرات الماركسية وذهب بريقها وانتهت الحاجة إليها وأصبحت الحاجة تقتضي تحديث النظريات والقيم على أساس ديني وتاريخي وسياسي شرعي. على أنه لم يفقد دوره تماما في مجال التنظير خصوصا وأن له ثقافة سياسية عميقة ولكنه للأسف وجد نفسه في وسط جناحين أحدهما قومي انتهازي والآخر ديني تكفيري شديد التطرف. المهم أن أحداث الأربع سنوات الماضية جعلته وجها غريبا بين الناصريين والإخوان المسلمين ولكنه لم يفقد دوره لأن المطلوب لم يكن أكثر من حشد القوة والثقافة والسياسة والتنظير ضد شخص علي عبد الله صالح قبل تخليه عن السلطة وبعدها. ولقد كان المطلوب منه بعد تخلي الزعيم عن السلطة العمل بجهد كبير لتوفير مبررات لإخراجه من اليمن.. إذ إن الجميع سواء القوميون أو الإخوان المسلمون وثالثهم الماركسيون اللينينيون رأوا أنفسهم عاجزين عن تحقيق تقدم حقيقي على مستوى انتزاع الحكم ومحو تاريخ الرجل وشعبيته والحلول محله فعملوا -تسندهم قطر- على إزاحته من اليمن بعد أن عجزت محاولاتهم إزاحته من الحياة وذهب ذات يوم الثلاثي الماركسي الناصري الإخواني إلى قطر (ياسين العتواني الآنسي) وظلوا فيها فترة من الوقت وظهروا على الجزيرة كل يدلي بدلوه عن تبريرات وضرورات خروج الزعيم من اليمن لإنجاح التسوية وأنه لن تمر التسوية بغير ذلك.. **** في فترة رحلة الثلاثي تلك إلى قطر ظل الدكتور ياسين يردد نيابة عن الجميع أن بقاء الرئيس صالح في اليمن لا يتفق مع (فحوى) المبادرة الخليجية. أما الآن فإن الدكتور ياسين يقول إن العودة إلى البرلمان في موضوع هادي واستقالته قد لا يتفق مع (روح) الاتفاقات الموقعة بين أطراف العملية السياسية. الواقع أني أنا احترم الدكتور كثيرا لأمور كثيرة أهمها أنه لم يتجرأ في السابق فترة (الفحوى) ولا في الفترة الأخيرة فترة (الروح) على الكذب على الاتفاقات المبرمة كذبا صريحا مثلما أنه لم يأت بالصدق عنها في الحالين يعني كما يقولون لا هو كذب ولا أعطى الصدق!! وعلى كل حال فالذي يعلمه اليمنيون وغيرهم أن قرارا أمميا صدر بعدم مغادرة الزعيم اليمن ومنعه من السفر إلى أي من بلاد الله فكان هذا القرار إجهازا على (فحوى) المبادرة التي دندن حولها الدكتور ياسين ونقلها عنه غيره والذي نعلمه أيضا أن الرئيس هادي قدم استقالته لمجلس النواب فأزهق بذلك (روح) الاتفاقات السياسية التي قال الدكتور إنها ربما تتعارض مع عرض الاستقالة على البرلمان.. ومن كالرئيس هادي في تمسكه بالاتفاقات التي جاءت به. فهل ترى يبقي لنا مولود ثالث غير الروح والفحوى بعد ذلك يعيق السير في طريق إنقاذ البلاد والعباد؟