فرشت إيطاليا السجاد الأحمر الاربعاء بمناسبة الزيارة الاولى للزعيم الليبي معمر القذافي لروما، بامل زيادة التعاون في مجالي الهجرة والاقتصاد بعد تسوية الخلاف بين الدولتين بسبب حقبة الاستعمار الايطالي لليبيا. ووصل القذافي إلى روما مع وفد يضم أكثر من مئتي شخص وكان في استقباله في المطار رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الذي يأمل في ان تكلل هذه الزيارة "التاريخية" بنجاح دبلوماسي بعد أسابيع صعبة. ونصبت خيمة القذافي في فيلا دوريا بامفيلي، اضخم حدائق روما، لكنه سينام في القصر المتواجد فيها الذي يعود الى القرن السابع عشر. وقال رفائيلو مترازو من معهد القضايا الدولية ان "الزيارة تشكل منعطفا تاريخيا بين البلدين. تريد روما ان تستقر علاقاتها مع ليبيا حول قضية النفط القديمة ومسألة الهجرة السرية الجديدة". وأضاف الخبير أن " العلاقات مع ليبيا يمكن أن تعوض جزئيا ضعف إيطاليا الاقتصادي وتعيد تنشيط دورها التاريخي في المتوسط الذي أضعف بسبب المبادرة الفرنسية "الاتحاد من اجل المتوسط"". وتأتي هذه الزيارة بعد توقيع اتفاق بين البلدين في آب/اغسطس 2008 لتصفية حسابات ثلاثين عاما من الاستعمار الايطالي لليبيا "1911-1942". وتعهدت روما بدفع تعويضات لليبيا بقيمة خمسة مليارات دولار على شكل استثمارات على السنوات ال25 المقبلة. وفي المقابل تعهدت طرابلس بمكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من سواحلها بفعالية أكبر. وستسمح الزيارة بمراجعة تطبيق الاتفاق خصوصا على الصعيد الاقتصادي في حين أن ايطاليا أول زبون وأول مزود لليبيا. وأصبحت ليبيا ثاني مساهم في مصرف "اونيكريدت"، أكبر البنوك الايطالية، مع أكثر من 4% من رأسماله واعربت عن رغبتها في الحصول على قسم كبير من شركة ايني النفطية العملاقة. ويستقبل الرئيس الايطالي جورجو نابوليتانو ظهر الاربعاء القذافي على مأدبة غداء على ان يلتقي مساء مع برلوسكوني، والجمعة بعد لقاء مع أرباب العمل، سيلتقي القذافي مئات النساء اللواتي يمثلن اوساط الثقافة والاقتصاد والسياسة.