أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التونسية عدنان منصر أن قطر منحت تونس قرضًا بقيمة مليار دولار سيخصص نصفه لدعم البنك المركزي التونسي. ويتهم كثير من الناشطين والسياسيين الحكومة التونسية التي تقودها النهضة بتلقي "أموال سياسية" من الخارج وخاصة قطر، فيما تؤكد الحركة أن علاقتها الوثيقة بقطر لا تتعدى حدود "الصداقة" بين زعيمها راشد الغنوشي وأمير قطر.
وقال منصر لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن الحكومة القطرية أعربت عن استعدادها لاستقبال حوالي 20 ألف عامل تونسي في إطار التعاون الفني الثنائي، وأشار المتحدث إلى أن الهدف من مشاركة المرزوقي في هذا المؤتمر هو من أجل "تشجيع الاستثمارات العربية والدولية في تونس وترسيخ التعاون وعلاقات الشراكة بين تونس وجميع دول العالم".
ويصل عدد العاطلين عن العمل في تونس إلى أكثر من 700 ألف كما يعيش حوالى 24.7% من التونسيين بأقل من دولارين يوميًا، وتقدر قيمة الدين الخارجي للدولة ب43% من إجمالي الناتج المحلي.
وقد أقامت الحكومة التونسية، التي يتزعمها حزب النهضة الإسلامي علاقات خاصة مع قطر، التي زار اميرها تونس في 14 يناير الماضي في الذكرى الأولى للثورة التونسية، وإلى جانب دعمها للحكومة الإسلامية، تقدم قطر أيضا الدعم للسلفيين، الذين باتوا يتمتعون بنفوذ في تونس مع تغاضي حركة النهضة عن خروقاتهم وتباطؤها في تطبيق القانون عليهم.
ومؤخرًا اتهم كمال الجندوبي، رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات والشخصية الحقوقية التونسية، دولة قطر بالتدخل في الشأن الداخلي التونسي من خلال تجنيد ودعم المجموعات السلفية الجهادية، مشددًا على أن السلفيين مرتبطين ب "أجندة دولة قطر" وهي أجندة باتت تهدد طبيعة المجتمع التونسي وقيمه وتهدف إلى "طمس معالم هوية تونس".
كما اتهم حكومة حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية ب "تسامحها مع السلفيين" و"تباطؤها في تطبيق القانون عليهم"، وقال الجندوبي في مقابلة إن غالبية المجموعات السلفية "مرتبطة بأجندات عمل مع أطراف خارجية وخاصة مع قطر"، وأضاف "أتحمل مسئوليتي في هذا الكلام، لأن قطر تهدد تونس في ركائزها كبلد وكحضارة وكانتماء وكتركيبة مجتمعية".
واعتبر الجندوبي أن السلفيين الذين ينفذون "أجندة قطر" في تونس "يحاولون طمس معالم هوية تونس ومن بينها عيد الاستقلال"، وقطر التي تعد واحدة من أغنى بلدان العالم ومن المتوقع ان ينمو اقتصادها بنحو 18 في المائة هذا العام، دعمت العناصر الاسلامية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي وفرضت نفوذها عليهم، كما اتهمت بتمويل الاخوان المسلمين في مصر بغية الاستحواذ على الحكم بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.
وتواجه قطر اتهامات بوقوفها وراء تعيين وزير خارجية تونس الجديد رفيق عبد السلام صهر رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي، وكان رفيق عبد السلام (47 عاما) يعمل موظفا ساميا في شبكة قناة الجزيرة القطرية، وأثار تعيين عبدالسلام زوج الابنة الكبرى لراشد الغنوشي امتعاضا في الأوساط السياسية التونسية، بما في ذلك كوادر حركة النهضة.