اكد الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد أن الحراك الجنوبي السلمي امتداد لأزمة حرب 1994و,إن ما يحث في الجنوب اليمني الآن كان متوقعا. مشيرا في حديث لمجلة "الوطن العربي" إلى أنه كان قد نبه إبان تلك الحقية بأن الأمور بين سلطتي صنعاء وعدن حسمت عسكريا وأن النصر العسكري يعد نصرا مؤقتا، قائلا " ولهذا طالبت بعد شهر بضرورة الحوار مع الطرف الأخر "المهزوم " في الحرب، وأكدت حينها انه ما لم يجر حوار وطني لمعالجة الأزمة فإنه قد يأتي يوم تعبر فيه عن نفسها وربما بطريقة دموية " . وقال علي ناصر محمد ان حرب 94م تركت جرحاً في جسم الوحدة اليمنية لن يلتئم، وحول نوعية الاخطاء اوضح الرئيس اليمني الجنوبي الاسبق أن حل المؤسسات الأمنية والمدنية في الجنوب وتسريح الضباط ونهب الأراضي والممتلكات الخاصة والعامة كانت من اهم اسباب مايجري في الجنوب اليوم. مضيفاً: بأن الناس لم يجدوا إلا النزول إلى الشارع للتعبير عن سخطهم ومعاناتهم والظلم الذي حل بهم. . وقال: "مع الأسف لم تستجب الحكومة لهذه المطالب بإعادة المفصولين لمناصبهم وإعادة الممتلكات.. وبعد ذلك انتقلت المطالبات إلى الشارع وجرت في شكل مسيرات ومظاهرات واحتجاجات سلمية منذ 4 سنوات حتى الآن، ومع الأسف لجأت السلطة إلى العنف والاعتقالات والملاحقات بدلاً من اللجوء إلى لغة الحوار الحضارية، ونحن في اليمن مررنا بمثل هذه الصراعات في الجنوب وفي الشمال وبين الشمال والجنوب ولم تحل إلا بالحوار، وضمن ذلك تحقيق الوحدة اليمنية العام 1990. واشار الى أن البعض يستهتر بما يجري ويصفه بأنه يتم من قبل مجموعة أشخاص يتظاهرون وينتقلون من محافظة إلى اخرى، ويصورون في الفضائيات وهم نفس الأفراد، وهذا الكلام غير صحيح بدليل ان إحدى المظاهرات والمسيرات بلغ عدد المشاركين فيها أكثر من مليون، وفي مرة أخرى نصف مليون وهو العدد الذي لم يستطع حشده النظامين في الشمال والجنوب قبل الوحدة. وحول تواصله مع قوى الحراك قال علي ناصر محمد: لااخفي انني على اتصال بالحراك السلمي الجنوبي ومع القيادة اليمنية ايضاً. وعلى رأسهم الرئيس علي عبد الله صالح للبحث عن حل للأزمة التي تمر بها المحافظات الجنوبية. واضاف بأنه لاتوجد مشكلة بالنسبة للعودة لليمن شمالاً أو جنوباً إذا كانت هناك مصلحة وطنية تتطلب ذلك، ولن أتردد في القيام بأي دور لإخراج البلد من هذه الأزمة الخطيرة التي تمر بها. وكشف علي ناصر محمد انه وخلال زياراته لليمن والتي كان اخرها عام 1998م ان الرئيس علي عبدالله صالح عرض عليه عدة مناصب في الدولة ولكنه اعتذر. زرت اليمن أكثر من مرة وأخر مرة في العام 1998 وعرض علي الرئيس اليمني قبل هذا التاريخ وبعدة مناصب في الدولة واعتذرت. وقال علي ناصر محمد أن الجماهير التي تطالب اليوم بفك الارتباط هي نفسها الجماهير التي كانت تطالب بالوحدة وحملت السلاح من اجل تحقيقها العام 1990 لكن الأخطاء التي ارتكبت بعد الوحدة والممارسات الخاطئة والظلم الذي لحق بالمحافظات الجنوبية أدى إلى استياء شعبي واسع مع ممارسات أجهزة السلطة مثل تسريح الأجهزة الأمنية والعسكرية والمدنية ونهب الأراضي والاستيلاء على المنازل وخصخصة وبيع القطاع العام لصالح بعض المتنفذين في السلطة. مضيفاً بأنه دائماً يطالب بالاحتكام إلى لغة الحوار بديلاً عن لغة السلاح والسجون والإرهاب والملاحقات.. وقال انه لو تحقق نوع من العدل والمساواة والمواطنة التي تساوي بين الأفراد واقتسام السلطة والثروة بشكل عادل لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. وحول اطروحات علي سالم البيض عن فك الارتباط قال علي ناصر محمد: بأن الحراك الجنوبي السلمي لا يدعو إلى العنف والقوة لمعالجة الأزمة التي تمر بها المحافظات الجنوبي وهو طرح عددا من المطالب لكنها لم تتحقق في الماضي وكان بإمكان القيادة في صنعاء معالجة هذه المشاكل، وللأسف جرت معالجات جزئية بعد ان انتقل المواطن إلى الشارع، وكما تدعي السلطة بانها صرفت مبالغ تزيد على 50 مليار ريال يمني بالتسوية وإسكات المسرحين، وكان بالإمكان معالجة هذه المشاكل مباشرة بعد العام 1994 وليس بعد 14 سنة.