قام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس السبت، بزيارة خاطفة للرياض، التقى خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن نايف وليّ العهد، والأمير محمد بن سلمان وليّ وليّ العهد. وعلمت “العرب” من مصدر رسمي في القاهرة أن لدى مصر والسعودية رؤية متوافقة حول اليمن، تقوم على دعم التحرك السياسي لإنهاء الأزمة واستعادة الشرعية كاملة، بالتوازي مع التدخل العسكري الراهن، مشددا أن القيادتين (المصرية والسعودية) تعملان معا على منع وصول أيّ مساعدات إيرانية للحوثيين. وأكد مصدر دبلوماسي ل”العرب” أن الزيارة تناولت تفاصيل الموقف العسكري بخصوص نتائج عملية عاصفة الحزم، ومستقبل عملية إعادة الأمل التي بدأت عقب إعلان وقف أولي، ومستقبل الضربات النوعية التي تشنها قوات التحالف، والتي تشارك فيها مصر إلى جانب السعودية ودول عربية أخرى، ضد مواقع تابعة للحوثيين لمنعهم من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في اليمن. وقال المصدر إن مناقشات عميقة جرت خلال الفترة الماضية، بشأن بحث ترتيبات المناورات العسكرية المصرية الخليجية، التي تعد الأولى من نوعها. وتطرق اللقاء إلى مشروع القوة العربية المشتركة واستعراض تطور المباحثات التي يجريها رؤساء أركان الجيوش العربية لسرعة الانتهاء من التفاصيل التي ستعرض على القادة العرب لإقرارها. وأعلن السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن الزيارة هدفت إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، فضلا عن بحث مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية في المنطقة والدولية. وبحث الجانبان في الرياض سبل دعم وتعزيز علاقات التعاون الاستراتيجية بين البلدين، وآخر تطورات الوضع في المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا وليبيا، وقد احتل ملف مواجهة التنظيمات الإرهابية جانبا مهما في المباحثات الثنائية. الزيارة تناولت تفاصيل الموقف العسكري بخصوص نتائج عملية عاصفة الحزم ومستقبل عملية إعادة الأمل وكشف المصدر الدبلوماسي أن المباحثات تطرقت لنتائج مناقشات السيسي مع قيادات بعض الدول الأوروبية، سواء من خلال جولاته، وآخرها لقاءاته مع زعماء أسبانيا وقبرص واليونان، أو استقبالاته السابقة لزعماء أوروبيين في القاهرة. وأطلع الرئيس المصري الملك سلمان بن عبدالعزيز على تطورات مواقف هذه الدول، ودعمها للموقف العربي من الحرب على الإرهاب ووقف تقدمه في ليبيا والعراق وسوريا، وكذلك الموقف من قضية اليمن، ونقل له استعداد قيادات بعض الدول الأوروبية التعاون في مجال المعلومات والاستخبارات لتقويض حركة نقل الأموال ووقف الدعم لرموز الإرهاب في المنطقة. وكان الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في مقدمة مستقبلي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمطار قاعدة الرياض الجوية. وكانت أول زيارة رسمية قام بها السيسي للرياض، عقب تولى الملك سلمان في أول مارس الماضي. وقد سبقتها زيارة في شهر يناير لأداء واجب العزاء في وفاة المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأوضح السفير المصري في الرياض عفيفي عبدالوهاب في تصريحات صحفية أمس، أن زيارة السيسي تأتي في إطار المزيد من التنسيق والتشاور بين البلدين في عدد من القضايا. وفي سياق متصل أكّد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الزيارة تأتي في إطار التهنئة لولي العهد الجديد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عقب التغيرات التي حدثت داخل البيت السعودي. وأوضح هريدي ل”العرب” أن الزيارة تؤكد استمرار جسور التواصل بين القاهرةوالرياض والتشاور حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أن التنسيق بين البلدين أحد صمامات الأمان للأمن القومي العربي. وقال فتحي الشاذلي، سفير مصر السابق لدى الرياض، إن الزيارة جاءت في إطار توطيد العلاقات، وإزالة أيّ التباس يمكن أن يكون قد علق بها، جراء بعض التجاوزات الإعلامية مؤخرا، مشيرا ل”العرب” إلى أنه مطمئن تماما لمستقبل العلاقات بين البلدين.