مازلنا بانتظار ساعة الصفر لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني والذي لم تكتمل حلقاته بعد.. وكل مانسمعه من أخبار وتصريحات من مختلف الأطراف يؤكد أن الحوار مازال بعيداً ومازالت هنالك عراقيل كثيرة تعيق اليمنيين من الوصول إلى هذه اللحظة المنتظرة.. وهذه العراقيل هي من صنع اليمنيين أنفسهم وكل ماقامت به اللجان المكلفة بالتواصل مع مختلف الأطراف المدعوة للحوار هو مجرد محاولات لتقريب وجهات النظر المختلفة.. ورغم الشروط التي وضعتها بعض الأطراف كأساس للمشاركة في الحوار كما هو الحال مع معارضة الخارج والحراك الجنوبي والحوثيين وكلها شروط قابلة للمناقشة والأخذ والرد، على اعتبار أن وضع الشروط هو بمثابة قبول مبدئي للمشاركة في الحوار غير أن النقطة الأساسية التي يجب التوقف عندها هي رفض أطراف مدعوة للحوار مقابلة اللجنة الرئاسية المكلفة بالتواصل والتهيئة للحوار بسبب وجود ممثل لحزب التجمع اليمني للإصلاح ضمن أعضاء هذه اللجنة كما حصل مع الحوثيين وتكرر أيضاً مع الحراك الجنوبي مؤخراً. هذا الرفض من وجهة نظر أصحابه له أسبابه ومبرراته التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل الشروع في أي حوار مباشر حتى لاتكون سبباً من أسباب الفشل، فهذه الأطراف وربما معها أطراف أخرى ترى في التجمع اليمني للإصلاح بأفكاره وسياساته وممارساته تجاه الآخرين هو المشكلة ولن يكون أبداً جزءاً من الحل، ومايقوم به حزب الإصلاح من ممارسات ضد خصومه وشركائه يؤكد الرغبة الجامحة في تأزيم الوضع وإعاقة أي تسوية، ولديه استعداد لتفجير أزمة جديدة إذا لزم الأمر ورأى أن لامفر له من الحوار والقبول بالآخر فعلاً لا قولاً. كما أن هنالك فئة مازالت مغيبة عن الحوار، وللإصلاح يد في ذلك. كما يقال، فئة يجب أن تجد لها مكاناً حول طاولة الحوار باعتبارها من مكونات المجتمع اليمني ومن غير الإنصساف تهميشها ومنعها من المشاركة في حوار وطني يجدد معالم مستقبل وطن هم شركاء فيه ومن حقهم أن يشعروا بانتمائهم لوطنهم وأنهم جزء لايتجزأ من بقية مكونات المجتمع اليمني، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لهذه الفئة مادامت موجودة ولها تأثير في حياة المجتمع. هذه الفئة المغيبة حتى اللحظة ومنسية تماماً هي فئة المهمشين، وهم أحد مكونات المجتمع اليمني ومن حقهم أن يمثلوا مثل غيرهم من المكونات الأخرى في هذا الحوار فهم أولاً وأخيراً مواطنون يمنيون ومن حقهم التعبير عن وجودهم وطرح قضيتهم على طاولة الحوار.. ومن الظلم أن يكون وضعهم الاجتماعي والاقتصادي ومايعانونه من شغف عيش وعوز وحرمان سبباً ومبرراً في إقصائهم واستبعادهم من حوار هو بمثابة تقرير مصير لكل أبناء اليمن ولايحق لحزب أن يتفرد ويعطي نفسه حق تقرير مصير شعب بأكمله ولو كان حزب التجمع اليمني للإصلاح.