اتفقت مع صديقة لزيارة زميلتنا يسرى والتي تعاني من وعكة صحية... كانت تسكن في منطقة حولها خيام المعتصمين... اقتربنا من مدخل الشارع... فجأة ...أوقفت صديقتي السيارة!! سألتها:لماذا توقفت، لا يوجد أمامنا لجان تفتيش أو حاجز أمني؟ قالت وهي تتأمل الشارع أمامها:انظري؟ نظرت حيث أشارت ،لم أجد سوى مجموعة من الأطفال يلعبون!! أجبتها بنزق:ماذا هناك، أطفال يلعبون لا تأخرينا لا بد أن نعود قبل أذان المغرب!! ردّت بحدة:انظري ماذا يفعلون!! نظرت..يبدو أنهم يلعبون لعبة الاختباء!! أمعنت النظر قليلاً..يا إلهي!!ما الذي يحملونه في أيديهم؟ كانوا يحملون عصياً وألعاباً على هيئة مسدسات ويبدو أنهم متربصون لأحد ما... وفجأة.... انطلقوا وراء أحدهم، وبدأوا ينهالون عليه ضرباً بعصيهم... لم أشعر إلا وصديقتي تترجّل من السيارة مسرعة نحوهم وهي تصيح: توقفوا ،ماذا تفعلون!! لحقت بها،وهي تحاول أن تفض اشتباكهم الثقيل لتنقذ الفتى المسكين.. كانت تعنفهم بغضب قائلة:ماذا تفعلون..هل جننتم.. ستقتلون الولد..أين آباؤكم؟! توقفوا وهم ينظرون إليها..ثم انطلقوا يضحكون،بمن فيهم من حاولت إنقاذه!! هدأت صديقتي قليلاً..وبدأت تعظهم: إن كنتم تلعبون فهذا ليس لعباً؟! هنا أجابها أحدهم: يا خالة.. نحن نلعب لعبة المظاهرات ،وهذا بلطجي!!ونحن ثوّار من الساحة!! تسمّرنا في أماكننا........... ما هذا الذي نسمعه؟! هل هؤلاء أطفال في عمر الزهور؟! كيف انتزعت براءتهم،ومن انتزعها؟! فلذات أكبادنا..كيف استطعنا أن نقتل براءتهم؟! أين نحن وأين أخذنا الزمان؟! ياليتنا متنا قبل أن نقتل أحلام طفولتهم.. أين هي المدارس التي بنيناها ليتعلموا فيها كيف يحولون أحلامهم إلى مستقبل أمة؟! أين هو المعلم القدوة الذي أهلناه ليربيهم ليكونوا بعلمهم وأخلاقهم حماةً لهذا الوطن؟! أين هي الحدائق والقصص والأنشطة التي تخلق من أحلامهم مستقبلاً مبدعاً؟! أصبحت أدوات لعبهم: العصي والأسلحة!! أصبحوا بلاطجة..وثوار ساحات!! ألا تباً لنا جميعاً!! نتباهى ونتنافس في استخدام الأطفال في حروبنا ضد بعضنا البعض لنقنع أنفسنا بأننا على حق!! رسمناهم على شاشات التلفاز يغنون ...ويرقصون...ويرسمون على وجوههم البريئة أحقادنا....وسقوطنا المريع.... ماذا سنقول لهم عندما يكبرون؟! كيف سنرد عليهم ..وهم يحاسبوننا؟! لماذا أضعتم مستقبلنا؟! لماذا زرعتم أحقادكم داخلنا؟! لماذا قتلتم أملنا بغدِ جميل؟! لماذا حرمتمونا أن نعيش طفولتنا؟! لماذا قتلتم أحلامنا؟! (اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا). ودمتم ،،، أنتظر تجاربكم على : البريد الالكتروني([email protected])