رجح خبير بالشأن الصومالي حدوث مواجهات مفتوحة خلال الفترة القادمة بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة في منطقة القرن الإفريقي، خاصة بالصومال؛ وذلك إثر تصاعد القتال بين طريقة أهل السنة والجماعة (الصوفية) بالصومال، "والتي تتجه للتقارب مع أمريكا وإثيوبيا"، وبين حركة شباب المجاهدين التي يتدفق إليها مقاتلون أجانب يتبنون فكر القاعدة . يأتي ذلك بينما قال مسئولون في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، وتقارير إعلامية، إن مقاتلي وقادة القاعدة بدءوا ينقلون مركز عملياتهم إلى الصومال واليمن بعد أن تلقوا ضربات شديدة في باكستان وأفغانستان. وقال خبير في الشأن الصومالي، طلب عدم نشر اسمه، في حديث ل"إسلام أون لاين. نت": "لا شك أن هناك صراعا قادما بين أمريكا والقاعدة في الصومال، صراع لا يحمد عقباه". وأضاف الخبير، الذي يقطن العاصمة مقديشو: "هذا احتمال قوي على اعتبار سيطرة حركة الشباب المجاهدين، التي تحتضن المقاتلين الأجانب، على مناطق شاسعة في جنوب البلاد"، مشددا على أن "معسكرات تدريب شباب المجاهدين شهدت توسعا في الفترة الأخيرة؛ لتستوعب الأجانب الذين يتبنون فكر القاعدة". وأفاد شهود عيان في مقديشو أنهم شاهدوا مقاتلين أجانب في أحيائهم من التابعين لحركة شباب المجاهدين، التي تطالب بإسقاط الحكومة الانتقالية، وخروج القوة الإفريقية لحفظ السلام. وأضافوا: "هؤلاء المقاتلون وزعوا مؤخرا رسائل مسجلة بصوت زعيم القاعدة أسامة بن لادن يطالب فيها بإسقاط الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد". ولفت الخبير الصومالي إلى أن مواجهات تدور بين طريقة أهل السنة والجماعة (الصوفية) وبين حركة شباب المجاهدين؛ لاعتبارات عقائدية، وذلك بعدما دمر الشباب أضرحة علماء الصوفية. وأضاف "أهل السنة وجهت ضربات عديدة للشباب، وطردتهم من معظم مناطق الوسط بالصومال، هذا الانتصار دفع إثيوبيا وأمريكا إلى الرهان على هذه الجماعة؛ لذا ربما يتوسع الصراع في الفترة القادمة". وتابع: يبدو أن الوكيل القادم لأمريكا في الصومال هي طريقة أهل السنة والجماعة، التي عقدت الشهر الماضي في أديس أبابا لقاءات سرية مع الإثيوبيين، المدعومين من واشنطن؛ وذلك في مواجهة حركة الشباب التي تحتضن أنصار القاعدة حاليا. وعن موقف الحكومة الانتقالية الصومالية من هذه المواجهات، اعتبر الخبير في الشأن الصومالي أن هناك نقاط التقاء بين الحكومة والحركة الصوفية.
وأوضح أن "الرئيس شيخ شريف التقى مطلع الشهر الجاري مع قادة صوفيين، وطلب منهم بشكل غير مباشر المساعدة والدعم في وجه حركة الشباب" التي تقاتل قوات اتحاد المحاكم الإسلامية المؤيدة للرئيس. القاعدة إلى الصومال في سياق متصل، أعلن مسئولون في "سي آي إيه" أن تنظيم القاعدة بدأ في نقل مركز عملياته إلى منطقة القرن الإفريقي، بعد تكثيف استهداف عناصره في المناطق القبلية على الحدود الباكستانية – الأفغانية. وقال المسئولون، الذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم، إن "مقاتلي القاعدة بدءوا بترك مواقعهم السابقة، ونقل عملياتهم إلى اليمن والصومال؛ حيث قاموا بإنشاء مخيمات تدريبية في تلك المناطق، التي يعتقدون أنها قد توفر ملجأ آمنا لمركز قيادة التنظيم". وأضافوا أنهم يعتقدون أن مقاتلي القاعدة باتوا يرون منطقة القرن الإفريقي بمثابة المكان الملائم ليكون المركز الرئيسي لعملياتهم، بعد سلسلة الهجمات التي شنتها قوات التحالف الدولي ضدهم في الأسابيع الماضية". غارات مكثفة بدورها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن العشرات من مقاتلي القاعدة بدءوا ينتقلون من مناطق القبائل في باكستان إلى الصومال واليمن. وأفادت الصحيفة أن "جماعات مسلحة في البلدان الثلاثة تجري مزيدا من الاتصالات في مسعى لتنسيق أنشطتها"، بحسب ما نقلته عن الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي ومسئولين في مكافحة الإرهاب. وعزا مسئول بارز في الإدارة هذا الانتقال إلى "الضغط الهائل الذي نمارسه على القيادة" في تلك التنظيمات، مع تكثيف الغارات الجوية بطائرات من دون طيار تنطلق من باكستان وأفغانستان منذ تسلم الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصبه في العشرين من يناير الماضي. انعدام الأمن من جهته، قال المحلل العسكري الجنرال المتقاعد طلعت مسعود من إسلام آباد إن "القاعدة تعرضت لضربات بطائرات من دون طيار؛ مما تسبب في حالة من انعدام الأمن" بالنسبة لمقاتلي التنظيم. وأضاف أن "العديدين منهم يشعرون بعدم الارتياح، وربما بدءوا بالانتقال إلى الصومال وغيره من جبهات القتال الجهادية (...) إلا أن المتشددين منهم يرغبون في البقاء". وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ليون بانيتا، قد صرح الخميس الماضي أن الوكالة تركز على دول مثل الصومال واليمن باعتبارها مآوٍ ممكنة للقاعدة، غير أنه أضاف في تصريح للصحفيين أن "بن لادن ما يزال في باكستان".