خلال مؤتمر صحفي في بغداد مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الاتفاق النووي الإيراني الدولي قد انهى ملفا مصطنعا ويجب الان الانطلاق منه نحو خطوات اخرى متقدمة خاصة بعد ان تغلب الحوار على الاصوات المنادية بالخصومة والحرب. وأشار إلى أنّه يحمل رسالة بهذا المعنى إلى دول المنطقة تؤكد بأن الاوان قد حان لفتح صفحة جديدة من العلاقات يكون جميع اللاعبين فيها رابحون خاصة وان مشتركات من الدين والتاريخ والثقافات المشتركة تجمعهم. وشدد على ضرورة تعاون جميع دول المنطقة فيما بينها وان يكون الحوار اساس تعاونها خاصة في مواجهة الارهاب الذي يدعي الاسلام ويرتكب بأسمه افضع الاعمال. وأشار إلى أنّ دول المنطقة يمكنها ان تتعاون معا للوقوف بوجه التطرف والطائفية من خلال حوار يجب ان يتبناه جميع الجوار. وأضاف قائلا “لا أرى اي داع للخوف في المنطقة لان الاتفاق النووي سيجلب لها الامن والسلام ويقودها إلى مصالحها الحقيقة. وأشار إلى أنّ إيران قوية قبل الاتفاق النووي وبعده وهي قوة لصالح المنطقة كلها. واضاف ان التطورات في العراق وسوريا واليمن قد تثير خلافات في المنطقة لكن دولها عليها التعاون لتحقيق امنها واستقرارها. وأكد ظريف أن إيران قد تجاوزت الماضي بالاتفاق النووي نحو مستقبل مشرق افضل وهي لاتشكل اي خطر على اي من دول المنطقة. وقال إن إيران تسعى دائما للحوار مع دول الجوار والان بعد ان زالت غيمة الخلافات مع المجتمع الدولي فان مرحلة تعاون جديدة قد بدأت مع دول المنطقة. واوضح ان إيران تختلف مع تركيا حول استخدام قوتها خارج حدودها الوطنية. وجدد رفض بلاده لسياسة القوة التي تنتهجها السعودية في اليمن مؤكدا استعداده للحوار معها حول الموضوع. ومن جهته أكد الجعفري ان بلاده ترحب بمشاركة تركيا في الحرب ضد داعش وقال “نحن مع اي خطوة تتخذها انقرة لدرء الخطر عنها وعن دول المنطقة”. وأشار إلى أنّ العراق يبحث عن افضل العلاقات مع جميع دول المنطقة خاصة وان الضغط الدولي والضغط الاقليمي قد انتهى وحيث ان المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة بانفتاح دولها على بعضها. وأشار إلى أنّ العراق سيعمل على تجذير وتطوير علاقاته مع جميع دول المنطقة على اساس من من التعاون والامن والاستقرار. ظريف يعرض على السيستاني تفاصيل الاتفاق النووي وفي وقت سابق اليوم بدأ ظريف في النجف مباحثات مع المراجع الشيعية العليا يتقدمهم آية الله السيد علي السيستاني لبحث علاقات البلدين وتعاونهما في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” والاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الست. وخلال مؤتمر صحافي في النجف عقب لقائه السيستاني أكد ظريف ان المرجع الشيعي بارك الاتفاق النووي الهادف إلى دعم الاستقرار ونبذ التطرف ومكافحة الارهاب في المنطقة. وأشار إلى أنه قدم تقريرا مفصلا إلى السيستاني حول المحادثات النووية والاتفاق الحاصل مع الدول الغربية.. مشددا على استمرار دعم إيران للعراق فيما يخص مكافحة الارهاب والتطرف ونبذ الطائفية. وأضاف “نحن كنا دوما بجانب الحكومة العراقية والشعب العراقي في مكافحتهما للتطرف والارهاب والطائفية، وكنا هكذا ولا نزال وسنبقى نستمر على هذا النهج في المستقبل” كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية من النجف. وأشار ظريف قائلا “كانت لنا زيارة إلى منطقة الخليج وهي اول جولة بعد انتهاء المحادثات النووية لتطوير العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية مع الدول الجارة وتأمين مصالح المنطقة بكاملها ومصالح الدول الاسلامي وتثبيت دعائم السلام والامن والاستقرار الدوليين وكانت لنا محادثات ومفاوضات جيدة مع بعض الدول واليوم نحن في العراق من اجل ديمومة هذا النهج والاستمرار في الحوار من اجل السلام والامن”. وقال “ان موضوع التطرف والطائفية هو خطر يهدد جميع الدول والشعوب فهنالك حاجة ملحة ومبرمة للتنسيق بين الدول الشعوب في المنطقة للتكاتف في مواجهة هذا الخطر وهنا يبرز دور المرجعية العليا وبقية المرجعيات الدينية والتي نعول عليها لانها دور بارز جدا وكان لي شرف اللقاء مع السيد السيستاني وطرحنا في اللقاء ما يساعدنا كثيرا في المضي قدما في الاستمرار في هذا النهج والحوار والسير في هذا المجال وفي هذا الطريق، وستكون لنا محادثات مع بقية مراجع الدين”. واضاف “رفعت إلى السيد السيستاني تقريرا عاما بخصوص المحادثات النووية والقضايا المهمة التي تواجهها المنطقة واستأنسنا بآرائه بهذا الخصوص وكانت له تأكيدات على ضرورة ايجاد عمل منسق لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ومكافحة الارهاب والتطرف وهذا هو رأي مراجع الدين والعلماء من السنة والشيعة فكلهم يؤكدون على التكاتف والتعاون ونحن مسرورون على وجود مراجع الدين والعلماء في الصف الاول في هذا المجال. مباحثات ظريف في بغداد تتناول ثلاثة ملفات وعلمت إيلاف أن ظريف سيجري في بغداد مباحثات مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ثم يلتقي نظيره العراقي ابراهيم الجعفري ويعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا. وقال المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال ان ظريف سيبحث مع القادة العراقيين عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك في مقدمتها تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والأبعاد الاقليمية للاتفاق الخاص بالملف النووي الإيراني اضافة إلى التنسيق والتعاون الامني والاستخباري بين بغداد وطهران وعدد من قضايا المنطقة والعالم. وكانت الخارجية العراقية رحبت في وقت سابق بما تم التوصل إليه من اتفاق خاص بالبرنامج النووي الإيراني بين دول مجموعة 5+1 وإيران.. مؤكدة “أثره الإيجابي الكبير على استقرار المنطقة والعالم”.. ومشيدة “بالجهد الدبلوماسي الواضح الذي بذلته جميع الاطراف في سبيل الحل السلمي لهذا الملف واعتماد لغة الحوار خلال المفاوضات المعنيّة بشأنه”. وأعلنت إيران في 14 تموز (يوليو) الحالي التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن برنامجها النووي مع الدول الست الكبرى بعد مباحثات استمرت اكثر من 10 سنوات.