سلطة المجاز تمتلك عنفا موازيا وملتقيا مع عنف الاستبداد ،لهذا تجد بعض الصحفيين الذين تربوا عليها يجيدون استخدامها بما يمكنهم من إسقاط خصومهم أرضا !...في بلدي يصبح الإنسان شيطانا لمجرد كونه نشأ في ظل أيديولوجية مغايرة لقناعاتنا ،ويصبح العمل كإنجاز يومي يترجم عقدا بين الموظف والخدمة المدنية امتهانا لا يجوز في حق بعض من يرون أنفسهم فوق القانون ! من يقبل على نفسه راتبا شهريا نظير عمل لا يقوم به فهو لا يختلف عن عقلية الفيد والمشيخ!ومن يتعامى ويعتمي عن معرفة صفات التسامح لدى خصمه ،ويغريه صمته وتجاوزه عن قبح المجاز فهو بالتأكيد ليس أكثر من مقصلة تغتال فينا أجمل ما تبقى من صفات الإنسان ! لا يمكن المفاضلة بين مقصلة أبي جهل التي لا ترعوي عن سحق المستضعفين ،وبرغماتية أبي سفيان الذي يبيع عبدا كون ثمنه أفضل من إماتته تحت سياط التعذيب ! ولا يمكن المقارنة بين سمير اليوسفي كونه اختار طريق الإخوان المسلمين بكل ما أراه ضمن تحيزاتي على أنه قبح -مع ما يمثله عبده محمد الجندي من قبح فاضح ،أقله أنه كان مشنقة للناصرية وتقسيمها بل وكما قال أحدهم في لحظة صدق وشعر "وعبد الليل يغتال الشهيد ....ويعد مشنقة للجديد "وفي التسعينيات كان دور الجندي كسفيه يواجه جماليات اليسار وتأسيس الدولة المدنية، واضح في مواقفه في مجلس النواب ،ولعلّ ما كتبه عنه المفكر أبو بكر السقاف وقتها - من أوضحاً ما يكون! أن نحاكم سمير اليوسفي من مدخل الجنس ،فتارة نرى كعبه يقوم بوظيفة أيروسية مع إليتيه، وأخرى نرى الثعلبة كداء في فروة الشعر تمارس شبقها في الرأس، فتلك لعمري أوضح تعبيرات تشوهاتنا المغايرة لسويتنا ! نختلف بقسوة وعمق مع سمير اليوسفي وانتمائه لسلطة الستين ،لكننا بالتأكيد لا نسلبه أهم خصائصه وهي قدرته على احتمال بذاءاتنا!