تسكن في بيت إيجار، ومع هذا كلما سألك أحدهم في الطريق: وين رايح؟! ترد بكل وداعة رايح بيتي!!. أخي المواطن، حينما لا تمتلك من هذا البيت غير الأثاث أو العفش يفترض بك - أن تحترم نفسك – وإذا ما سألك أحدهم وين رايح؟ قله بكل صدق ووضوح "رايح عفشي"!! وإذا أراد أحد أن يلتقيك قل له "أهلاً وسهلاً، سأنتظرك اليوم في عفشي ، مش في بيتي". ومن الذوق أيضاً أن لا تسأل صديقك الذي يسكن في بيت إيجار: أين عنوان بيتك؟ اسأله بكل احترام: "أين عنوان عفشك"؟!. إننا نكذب على أنفسنا دون أن نشعر حينما نرد على أسئلة من هذا القبيل بطريقة تشعر الذي يسمعك أنك أحد ملاك عقارات، شركة إنماء للتعمير، فيما الحقيقة أننا - كمواطنين في بيوت الإيجار - نشبه تماماً البدو الرحل!. وبالله عليكم هل هذه حياة؟!. على فكرة.. ينبغي للنساء أن يكنَّ صادقات أيضاً.. وحينما تكون إحداهن متزوجة وتعيش مع بعلها وأطفالها في بيت إيجار، عليها عند ذاك ألا ترد على سؤال الطبيب: أيش تعملي؟ وتقله: «ربة بيت» هذه مغالطة تاريخية. والصحيح أن ترد: «ربة عفش"!!. وهو يعني مش كفاية المغالطة عند الإجابة عن سؤال له علاقة بالعمر، يزيدين كمان يغالطين في الإجابة عن أسئلة لها علاقة بطبيعة العمل؟! لاااا، أختي المواطنة، هذا مش صحيح!!. يبدو زميلي البديع «جمال أنعم» أصدق واحد في ما يتعلق بهذا الأمر الكارثي لمعنى الحياة. تسأله: أين كنت أمس يا جمال؟!. يرد عليك بزهو: «في عفشي» ويا دار ما دخلك شر. يكفي أن تقرأ: «هذا البيت للإيجار» لتشعر أنك مستأجر في هذه الحياة مهما كانت الشقة على شارعين، أو حتى على كورنيش البحر؟!. الحكاية بصراحة تتطلب من طحاطيح البلد أن يشعروا يوماً بمعاناة السواد الأعظم من الناس، خصوصاً وأن أصحاب العقارات - في الغالب - صاروا هم الآخرون يعيشون بقلوب من الاسمنت؟!. *** الحل بناء مدن سكنية، إنه استثمار جيد إذا ما وجدت دولة حقيقية ووجد قانون يقف مع الناس ولا يتواطأ مع ناهبي الأراضي ويوقف متهبشي الأراضي عند حدهم ، لكننا في بلد النهابة فيها مرفوعين مكانا عليا .