تواجه إدارة الرئيس أوباما مع بداية العام الثاني لتوليه الرئاسة عدة تحديات على المستوى الداخلي والخارجي، حيث بدأ أوباما عامه الثاني كرئيس للولايات المتحدة بفقد أغلبية الستين مقعدًا في مجلس الشيوخ بعد فوز المرشح الجمهوري سكوت براون بمقعد السيناتور الديمقراطي الراحل إدوارد كينيدي، وبخسارة هذا المقعد لن تتمكن الأغلبية الديمقراطية من تمرير الإصلاحات دون عرقلة من جانب الجمهوريين. وعلى الصعيد الخارجي فإن تردي الأوضاع الأمنية في أفغانستان وتهديدات تنظيم القاعدة للمصالح الأميركية وافتقاد الاستقرار السياسي في العراق لا تزال تمثل تحديات لم تتمكن الإدارة الأميركية من حسمها خلال العام الأول لرئاسة أوباما . واشنطن: بحلول العام الثاني على وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سدة الحكم في البيت الأبيض واختياره لإدارته الحالية برز الحديث في كافة الأوساط الأكاديمية والسياسية عن ماهية السياسات التي سوف تتبعها الولاياتالمتحدة الأميركية في المرحلة المقبلة، لاسيما مع إخفاق أوباما وسياساته في العام الأول في تحقيق الأهداف الرئيسة والمصالح الوطنية الأميركية. وفى هذا السياق فرضت عدة قضايا ذاتها على أجندة السياسة الخارجية الأميركية لعام 2010 وهى التي تمثل تحديات كبرى لأوباما وإدارته لعل أبرزها قضية الحرب على الإرهاب لاسيما تنظيم القاعدة سواء في أفغانستان أو باكستان أي حتى اليمن، معضلة العلاقات الأميركية - الإيرانية بكافة جوانبها بخاصة البرنامج النووي والعلاقة المتدهورة بين النظام في واشنطن ونظيره في طهران، ذلك فضلاً عن الركود الذي أصاب عملية السلام في الشرق الأوسط. انتقاد التركيز على القوة العسكرية في أفغانستان لا تزال الجبهة الأفغانية الباكستانية خط المواجهة الأول بين الولاياتالمتحدة وتنظيم القاعدة، ومع تصاعد الخسائر العسكرية الأميركية في أفغانستان، اتجهت مختلف مؤسسات الفكر والرأي الأميركية لطرح رؤيتها حول التعامل الأمثل مع الأوضاع السياسية والأمنية المتردية في أفغانستان، ويمكن في هذا الصدد تأكيد أن تقييم غالبية مراكز الأبحاث الأميركية لأوضاع القوات الأميركية في أفغانستان كان سلبيًّا. كما لم يحظ اتجاه الرئيس أوباما لزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان بصورة مضطردة بتأييد الخبراء والباحثين بتلك المؤسسات على اعتبار أن الاستراتيجية التي تبناها أوباما تركز فحسب على الأبعاد الأمنية والعسكرية وتغفل مختلف الأبعاد الاقتصادية والسياسية. ولا تعد زيادة عدد القوات العسكرية الأميركية في أفغانستان اقترابًا ملائمًا للتعامل مع المعضلة الأفغانية ذات الأبعاد المتشابكة من وجهة نظر كل من ناثانيال فيك وجون ناجل، الباحثين بمركز الأمن الأميركي الجديد، ففي مقالهما الذي نشر على موقع مجلة السياسة الخارجية بعدد يناير/فبراير 2009، يؤكد الباحثان على أهمية التركيز على التنمية وليس فقط العمليات العسكرية والاهتمام بحماية المدنيين أكثر من الاهتمام بقتل العدو واستخدام الحد الأدنى وليس الأقصى من القوة ودعم قوات الأمن والقوات الدفاعية الأفغانية للتصدي لتصاعد القدرات العسكرية لحركة طالبان وهي توصيات تشابهت في مضمونها مع ما ورد في التقرير عرضه التقرير في السابق الذي أصدره مركز الأمن الأميركي الجديد تحت عنوان "حصر الأولويات: الإثنا عشر شهرًا القادمة في أفغانستانوباكستان". ومن المتوقع أن يكون التركيز في العام الثاني لرئاسة أوباما على قضايا من قبيل التنسيق بين المؤسسات والاستخباراتية والأمنية الأميركية وطرح سياسات جديدة للأمن الداخلي لاسيما على أثر محاولة اختطاف طائرة نورث ويست، كما يتوقع أن تولي المراكز البحثية اهتمامًا متصاعدًا للحرب على الإرهاب في اليمن والصومال باعتبارها جبهات جيواستراتيجية في مواجهة النشاط المتصاعد لتنظيم القاعدة على المستوي الدولي . التيارات الإسلامية تناهض المصلحة الأميركية دفعت توجهات الرئيس أوباما للتقارب مع العالم الإسلامي المراكز البحثية لوضع التيارات الإسلامية على أجندتها البحثية خلال العام المنصرم، وبدا أن مؤسسات الفكر والرأي الأميركية تستكشف أفق التغير السياسي في العالم الإسلامي والتداعيات المرتبة على احتمالات وصول أي من تلك التنظيمات ذات الخلفية الدينية للسلطة لاسيما في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الجيواستراتيجية للولايات المتحدة، واتجهت غالبية الدراسات الصادرة عن المراكز البحثية الأميركية لتوجيه انتقادات حادة لتلك التيارات سواء لتشدد توجهاتها حيال عملية السلام في منطقة