لا تزال مجريات احداث قتل الرهائن تتفاعل، فبعد إعلان اليمن العثور على جثث ثلاث أجنبيات في شمال البلاد- ألمانيتين وكورية زوجها البريطاني أيضا في عداد المفقودين، أكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير صحة العثور على الجثث الثلاثة نافيا بالوقت نفسه ما تناقلته وكالات الانباء عن وجود طفلين على قيد الحياة. وقال الوزير الالماني للصحافيين ان برلين "مضطرة مع الاسف لاعتبار اثنتين من مواطنيها المفقودين في عداد القتلى. وقال شتاينماير الذي تحادث ونظيره اليمني ابو بكر القربي الثلاثاء أن لا معلومات عن مصير المفقودين الآخرين، مشددا بالوقت نفسه أنهم في قبضة جماعة عنيفة.
وكانت مصادر ألمانية أكدت بأن الألمانيتين اللتين عثر عليهما مقتولتين في اليمن كانتا تدرسان في إحدى المدارس الدينية المتخصصة في دراسة الإنجيل في ألمانيا. وأكدت مدرسة براكية في مدينة ليمجو بولاية شمال الراين فيستفاليا الثلاثاء في موقعها الالكتروني أن "انيتا جيه وريتا إس كانتا تدرسان في السنة الثالثة بالمدرسة". وأنهما اختارتا القيام بتدريب في المدرسة اللاهوتية في اليمن والتي يرجع تاسيسها الى عام 1959 في إطار دراستهما وعملهما الاجتماعي، حيث عملتا لصالح منظمة "وورلد وايد سيرفيس" في أحد المستشفيات في محافظة صعدة.
وفي حين أعلن اليمن عن جائزة قدرها نحو 25 الف دولار لمن يقدم معلومات تقود الى خاطفين يعتقد انهم قتلوا رهائن أجانب وبقية الرهائن الاربعة وهم والدان وأطفالهما الثلاثة بالاضافة الى المهندس البريطاني والذي قتلت زوجته الكورية بالحادث.
أعلنت مصادر ألمانية بأن فريق خبراء ألمان لتقصي الحقائق قد تم تشكيله وإرساله إلى اليمن على وجه السرعة وذلك للبحث عن أية معلومات قد توصل إلى الجناة خاصة أن المانيا اشتكت من البطء الشديد من الجهات اليمنية في إرسال المعلومات مما أدى إلى حالة من التذمر لدى أهالي الرهائن والذين طالبوا الدولة الالمانية بسرعة التحرك.
وطبقا لصحيفة "دي فيلت تسايتونغ" فان المعلومات الواردة كانت تدور بالبداية عن رابط بين الحادث وبين تجار مخدرات تبحث عنهم الشرطة اليمنية، الا ان السلطات اليمنية عادت عن القصة وذلك بسبب قتل الرهائن واتهمت فيه عناصر من حركة الحوثي المتمردة بالوقوف وراء عملية الإختطاف وما ترتبت عنه من قتل الرهائن الثلاث.
وفي حين رجحت صحيفة "سود دوتشيه تسايتونغ" وقوف تنظيم القاعدة وراء العملية". كما أنها لم تستبعد أن يكون الرهائن التسعة قد قتلوا جميعا على يد عناصر هذا التنظيم، حذر مسؤول ألماني رفيع المستوى بالقول "إن الألمان خصوصا هم في مرمى القاعدة وعلينا أن ننتظر وفيات إضافية".
خبير الإرهاب بمؤسسة العلوم السياسية الألمانية جيدو شتاينباخ صرح بان قتل المدنيين يشير بصورة واضحة إلى قرب الجناة من تنظيم القاعدة. واستبعد شتاينباخ تورط الحوثيين بالحادث ذاكرا أن شقيق عبد المالك الحوثي قائد المجموعة الشيعية المتمردة والتي اعتبرتها الحكومة مسؤولة عن الحادث، يعيش في برلين مما يجعل الامر غير منطقي.
صحيفة دي فيلت تسايتونغ رأت بان الحادث مدبر ومخطط له منذ فترة ، وأن تنظيم القاعدة اراد القيام بهذا العمل لايجاد غطاء دولي للقضاء على الحوثيين وقالت الصحيفة بان تنظيم القاعدة قد يكون استشعر خطر تقسيم البلاد خاصة خاصة أنه رصدت أشرطة فيديو لتنظيم القاعدة تتحدث عن وحدة البلاد وخطر التمزق، فقام بتخطيط عملية نوعية واختار هذه المنطقة لقربها من مكان الحوثيين لربطهم بالامر، لايجاد مبرر دولي للقضاء على النزعات الانفصالية والتي يتزعمها عبد الملك الحوثي منذ ما يقارب الخمسة سنوات.
ويكافح اليمن أفقر البلدان العربية تمردا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب وتزايدا في نشاط متشددي القاعدة وهو ما يثير قلق حكومات غربية والسعودية المجاورة. ويثير تزايد الاضطرابات في اليمن مخاوف من انزلاقه إلى الفوضى وتحوله إلى قاعدة لعمليات تنظيم القاعدة أو القراصنة الذين ينشطون في المحيط الهندي.
وخطف السياح أو العمال الأجانب شائع إلى حد كبير في اليمن غير أن أغلب الحوادث تنتهي بشكل سلمي مقابل دفع فدية أو تقديم تنازلات من جانب السلطات. ولم تعلن القبائل عن مطالب لها في هذه الحالة.
يذكر انه من غيرالواضح بعد ما إذا كانت هناك صلة بين هذا الحادث وبين حادثة اختطاف مماثلة يوم الخميس من الاسبوع الماضي حيث تم اختطاف مجموعة من أطباء وممرضات من مستشفى اخر موجود في صعدة، هم 14 طبيبا وممرضة من الهند ومصر والسودان والفلبين مع ثمانية من أفراد الأسرة من رجال القبائل المسلحين الى الشمال من صنعاء والذين أطلق سراحهم فيما بعد دون ان يمسوا بأذى.