حاول مرة أن تمشي على قدميك في شوارع صنعاء بدون أن تشعر أنك تسير على الجمر في كل زاوية ,كل ركن، كل جولة . إنها وجوه الفقر التي تطعنك في كل خطوة ..الأرواح البائسة التي وعدتها الانتفاضة الشعبية بالشبع ! ما الذي فعلته الحكومة الوفاق حتى الآن بالمليارات التي صرفت بينما لم تبن ملجأ ولم تشتر ورشة ،لم تطعم فقيرا ولم تعلّم جاهلا ..ماذا فعلت حتى الآن غير التحدث عن المبالغ المهولة والتي صرفت على حد قولها في إنجازات كبيرة لم نر منها شيئا إلا بضع ابتسامات لأعضائها على شاشات التلفاز أو الصحف وألسنة أحوالهم تقول:«يا أرض اتهدي ما عليك قدّي» كأنما تم اختصار دورهم في الإعداد والحماية لمؤتمر الحوار الوطني وملاحقة قطاع الكهرباء الأشاوس والتخلص من الفضائح التي تفجر رأسها أمامنا كل يوم فضيحة جديدة من فضائح الفساد المالي والإداري لأحد الوزراء في هذه الحكومة .. هل نسوا وتناسوا أن سبب وجودهم على هذه الكراسي أصلا هم هؤلاء الناس المتساقطين على جنبات الطرق في هذا الطقس البارد والذي تعج بهم نياما عراة شوارع كجمال والتحرير ،جولة الرويشان ،الزبيري وشارع حدة الذي تظهر فيه تماما بشاعة الفجوة المجتمعية التي التهمت خلايا بلادنا وأدت إلى كل الكوارث التي يسعى الحوار الوطني المرتقب لحلها ؟ هذا الحوار الوطني الذي بدوره يحمل نفس الوجوه القديمة التي تمثل الزوايا السوداء من ذاكرة الإنسان اليمني منذ بداية فترة مآسيه والتي كانت السبب في الانفجار و التأزم في الشارع اليمني ! بينما يتساءل هذا الشارع أين هي القيادات التي أعدتها الأحزاب والفئات المشاركة في الحوار منذ أن بدأت نشاطاتها والتي تتشدق بها في كل حل وترحال؟ لماذا كان هؤلاء القدامى أنفسهم من يبنون لنا لبنات المستقبل الذي نأمل. ولم يكونوا أولئك القادة الجدد الذين وعدنا بهم ويستطيع المجتمع إلى حد ما التعامل معهم بثقة.وكأن الكي ملجأنا الأخير للعلاج! لماذا كان المواطن المسكين دائما في آخر جداول الحسابات السياسية لصنّاع القرار؟إن تم إدراجهم في خانة ما أساساً .. كم هتلرا للمستقبل ستصنعون أيها القادة نتيجة هذا البؤس ونتيجة هذا الإقصاء؟! [email protected]