بكيت من عمرو فلما تركته وجربت أقواما غيره بكيت على عمرو ملايين من اللاجئين يكتظ بهم العالم الممتلئ بالمآسي 4.7 مليون فلسطيني موزعون على شتات الأرض محرومون من العودة إلى وطنهم فلسطين. ولاجئون من جنسيات أخرى تشمل العراق وأفغانستان، والصومال، حالت الحروب والأوضاع الأمنية من عودتهم إلى الديار. وآخرون مثلت قسوة الأنظمة وتفشي الاضطهاد السياسي عائقاً أمام التغني بأحلام الأوبة إلى الوطن ومسقط الرأس. مائة وخمسون ألف صومالي لاجئ في بلادنا "اليمن" بحسب إحصائية الأممالمتحدة، تدفقوا نحو الهاوية بعدما خاضوا صراعاً مريراً مع البحر والقراصنة، ووضعوا أنفسهم في معترك الحياة القاسية المثقلة بالمتغيرات وأعباء الأزمات المتتالية. اللاجئون الصوماليون، رغبوا باليمن كي يخفف عنهم بؤس الشقاء ويعيد لهم الإحساس بالأمل والكرامة، رغم إدراكهم أنهم وصلوا بلاداً تتركز فيها بؤرة الجوع. اللاجئون الصوماليون وجدوا في اليمن قوماً آخرين يستمرون العنت ويغذونه وتتأجج عند بعضهم مشاعر الكراهية، واتهامات يكيلونها جزافاً، أسدل اليمنيون ستار النسيان عن خلق أجدادهم الأنصار في التضحية والإيثار، ولم تعد الرحمة تشق طريقها إلى قلوب الحكام لقد فكر المانحون ذات يوم في نقل معسكرات الإيواء إلى مناطق أخرى خارج اليمن. محمد شيخ عثمان شاب صومالي يحاول لفت انتباهي إلى العمق الإنساني لجرحه العميق الذي لم يندمل بعد، وطن مشحون بالمآسي مزقته ويلات الحروب والكوارث، أهلنا في الصومال يعيشون في قلب الأخطار ونحن لا هم لنا سوى قشور الحياة وذكريات وأماني مبتورة عن الواقع وخذلاناً لا تخطئه العين. محمد وأمثاله من شباب الصومال يعبرون عن طموحاتهم وتطلعاتهم اليوم بالحفاظ على لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم التي بدأت بالذوبان بعد أن طالت غيبتهم عن الوطن، فهل أحلامهم غير قابلة للتحقق. "فمهما اشتدت الجراح، فكل ليلٍ بعده صباح".