أجرى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الاحد في السعودية سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين السعوديين تركزت على الملف اليمني، وذلك في وقت عرض فيه الرئيس السابق علي عبدالله صالح على موسكو استخدام قواعد عسكرية في اليمن "لمكافحة الارهاب". واجتمع بوغدانوف، وهو المبعوث الروسي الخاص للشرق الأوسط مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي ووزير الخارجية عادل الجبير في قصر السلام بمدينة جدة مساء الأحد.
وفي وقت سابق من الاحد، عقد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد جلسة مباحثات مع بوغدانوف في جدة تناولت الملف اليمني وفرص تحقيق السلام مع تصاعد القتال منذ أكثر من عام.
وقال ولد الشيخ في تغريدة مقتضبة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي إنه "عقد لقاءً ودياً مع نائب وزير الخارجية الروسي الذي أكد دعم روسيا لجهود الأممالمتحدة لأجل إحلال السلام في اليمن".
ومن المتوقع أن يبقى المبعوث الأممي والمسؤول الروسي في جدة حتى الأربعاء القادم والتي تحتضن لقاء "خليجيا - غربيا" لبحث الملف اليمني يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
ويتوقع أن يكون ولد الشيخ قد طلب من موسكو التدخل لإقناع الحوثيين وحزب علي عبد الله صالح بالعودة إلى طاولة المشاورات.
والسبت التقى نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف في الرياض وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي وناقشا فرص السلام وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وأعرب بوغدانوف عن "قلق موسكو العميق من استمرار القتال في اليمن" كما ناشد أطراف النزاع العودة إلى طاولة المفاوضات في ختام المباحثات التي عقدت في مدينة جدة مع المسؤول اليمني.
وذكر بيان للخارجية الروسية أن "الجانبين بحثا وبشكل مفصل الأوضاع العسكرية والسياسية والإنسانية في اليمن".
وعرض الرئيس اليمني السابق حليف الحوثيين الأحد على روسيا استخدام قواعد اليمن الجوية والبحرية تحت غطاء مكافحة الارهاب.
وقال صالح إن مجلس الحكم المعلن من طرف واحد والذي تشكل حديثا في اليمن، قد يعمل مع روسيا "لمكافحة الإرهاب" من خلال السماح لموسكو باستخدام القواعد العسكرية بهذا البلد الذي مزقته الحرب.
وأضاف الرئيس اليمني السابق الذي كان حليفا للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والذي أطيح به في احتجاجات شعبية حاشدة عام 2011 لقناة روسيا 24 المملوكة للدولة، إن اليمن مستعد لمنح موسكو حرية استخدام تلك القواعد.
وتابع في مقابلة أجريت معه في صنعاء "نحن على استعداد لتفعيل الاتفاقات مع روسيا الاتحادية في مكافحة الإرهاب. نحن نمد أيدينا ونقدم كافة التسهيلات في قواعدنا ومطاراتنا وفي موانئنا ونحن جاهزون لتقديم كل التسهيلات لروسيا الاتحادية."
وكانت إيران قد سمحت الأسبوع الماضي وللمرة الأولى للطائرات الروسية بالإقلاع من أراضيها لقصف الجماعات المسلحة في سوريا.
وتعتبر روسيا البلد الكبير الوحيد الذي أبقى على وجود دبلوماسي في اليمن الذي يشهد منذ 16 شهرا حربا بين تحالف تقوده السعودية والحوثيين.
ويشهد اليمن حربًا منذ اذار/مارس 2015 بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية من جهة ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى مخلّفة آلاف القتلى والجرحى فضلًا عن أوضاع إنسانية صعبة.