طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بريطانيا، بالاعتراف بدولة فلسطين بسبب ما وقع على الشعب الفلسطيني من احتلال عقب وعد بلفور لإسرائيل. وقال عباس، في كلمة له أمام الأممالمتحدة، اليوم الخميس، إنه يجب على بريطانيا أن تعتذر عن وعد بلفور في 1917 الذي أيد إقامة وطن لليهود في فلسطين ويجب عليها الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأضاف: “ندعو بريطانيا وفي الذكرى المئوية لهذا الوعد المشؤوم أن تستخلص العبر والدروس وأن تتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والمادية والمعنوية لنتائج هذا الوعد بما في ذلك الاعتذار من الشعب الفلسطيني لما حل به من نكبات ومآس وظلم وتصحيح هذه الكارثة التاريخية ومعالجة نتائجها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية”. ودعا عباس ، منظمة الأممالمتحدة لاعتماد 2017 عاماً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. تجدر الإشارة إلى أن “وعد بلفور” أصدرته الحكومة البريطانية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وذلك في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917. وأشار إلى أن “الاعتراف الفلسطيني بوجود دولة إسرائيل، الذي صدر في عام 1993 ليس اعترافاً مجانياً، وإن على إسرائيل أن تقابله باعتراف مماثل بدولة فلسطين”. وأضاف: “بدلاً من أن تعترف إسرائيل بما ارتكبته ولازالت ترتكبه من فظائع بحق شعبنا، يخرج علينا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بانتقاد لخطابنا في القمة العربية بنواكشوط لأننا أتينا فيه على ذكر وعد بلفور”. وتابع:”وأنا أقول له، بأن اعترافنا السياسي بوجود دولة إسرائيل، الذي صدر في العام 1993، ولا يزال قائماً حتى الآن، وهو ليس اعترافاً مجانياً، فعلى إسرائيل أن تقابله باعتراف مماثل بدولة فلسطين، وبإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولتنا، لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، في أمن وسلام، وحسن جوار، كل منهما في حدود آمنة ومعترف بها”. وأعلن الرئيس الفلسطيني قرار التوجه إلى مجلس الأمن بقرار ضد الاستيطان فقال: “إن الاستيطان غير شرعي جملة وتفصيلاً، ولذلك، سوف نقوم بطرح مشروع قرار حول الاستيطان وإرهاب المستوطنين على مجلس الأمن، ونحن نقوم بمشاورات مكثفة مع الدول العربية والدول الصديقة بهذا الشأن، ونأمل أن لا يستخدم أحد الفيتو”، دون أن يحدد موعداً أو يذكر أية تفاصيل. وجدّد عباس الدعوة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وقال: “أدعو لتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال منذ العام 1967 في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة”. وتساءل: “وإذا لم توفروا لنا أنتم الحماية الدولية فمن الذي سيوفرها لنا؟”، في إشارة إلى الأممالمتحدة. ودعا الرئيس الفلسطيني لدعم المبادرة الفرنسية الأخيرة بعقد مؤتمر دولي للسلام وقال “نأمل من جميع دول العالم دعم عقد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية هذا العام”. واستدرك بالقول “إذا لم يكن هناك مؤتمر دولي للسلام ولا مفاوضات مباشرة، فكيف يصنع السلام؟”. وشدّد الرئيس الفلسطيني على أن مبادرة السلام العربية تقدم ما وصفه ب”الحل الخلاق”، ومع ذلك “ما تزال إسرائيل تصر على أخذ ما تريده من تلك المبادرة، لإقامة علاقات مع الدول العربية أولاً، دون أن تنهي احتلالها لفلسطين، وهذا بحد ذاته وصفة أكيدة لاستمرار الصراع والنزاع في منطقتنا، وهو ما لا نقبل به، ولا يقبل به أحد”.