على وقع الفضائح الجنسية المثيرة للمرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، فشل الأخير فى احتواء تدنى شعبيته فى المناظرة الرئاسية الثانية التى جمعته مع منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، فجر اليوم. وذلك رغم شنه هجوما على كل الأصعدة ضد كلينتون فى محاولة لإنقاذ حملته الرئاسية متوعدا بزجها فى السجن ومتهما زوجها الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون بالاعتداء على نساء. ولجأ ترامب الذى بات فى وضع حرج بعد كشف تصريحاته المهينة للنساء وتخلى عدد من كبار المسئولين فى الحزب الجمهورى عنه قبل أقل من شهر على موعد الاستحقاق الرئاسى فى نوفمبر المقبل، إلى الاتهامات الشخصية فى المناظرة الرئاسية الثانية. وبادر ترامب إلى القول فى مستهل المناظرة «لست فخورا بذلك، ولقد اعتذرت لدى اسرتى والأمريكيين»، فى إشارة إلى تسجيل الفيديو الذى يفاخر فيه بأسلوبه فى التعامل مع النساء مستخدما ألفاظا بذيئة. وتابع «لكن بيل كلينتون أسوأ بكثير»، مضيفا أن الرئيس الأسبق الذى كان حاضرا فى القاعة «اعتدى على نساء». لكن كلينتون التى باتت فى موقع قوة لتولى الرئاسة بعد الرئيس الحالى باراك أوباما ردت بحزم لكن بهدوء أن منافسها يفتقد المزايا اللازمة ليصبح رئيسا. وحول الفيديو علقت كلينتون بالقول «هذا هو دونالد ترامب والسؤال الذى علينا وعلى بلادنا الرد عليه هو أننا لسنا كذلك». واستنفد ترامب المتوتر والذى بدا عليه الامتعاض وكان عدائيا أحيانا كل حججه مستعرضا قضية البريد الإلكترونى لكلينتون ومقتل السفير الأمريكى كريس ستفينز فى بنغازى وزلة لسان منافسته حول مؤيديه «المثيرين للشفقة». وواصل ترامب هجومه على كلينتون، إذ قال «إذا فزت سأصدر الأمر لوزير العدل من أجل تعيين مدع خاص لإلقاء الضوء على وضعك لأننى لم أر مثل هذا الكم من الأكاذيب والأسرار». وأضاف أنه لو كان رئيسا «لكنت فى السجن!». وردت عليه وزيرة الخارجية السابقة «أعرف أنك تحاول تحويل الانتباه»، منددة مرة أخرى برفض منافسها الكشف عن إقراره الضريبى. ومضت تقول «انه يعيش فى عالم آخر»، مضيفة انه من «المسلى» الاستماع إلى «شخص لم يسدد ضرائب على عائداته منذ 20 عاما يشرح برنامجه» المالى. وشكلت روسيا موضوع تبادل حاميا فقد نددت كلينتون بمحاولاتها من أجل التأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب. وذلك بعد أن اتهمت الاستخبارات الأمريكيةموسكو للمرة الأولى الجمعة الماضية بالتدخل فى الحملة الرئاسية من خلال عمليات قرصنة معلوماتية، وهو ما رفضه الكرملين. واعتبرت كلينتون أنه من الضرورى فتح تحقيق حول روسيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب فى سوريا. واشتبك ترامب وكلينتون بشأن سلسلة من القضايا الرئيسية خلال المناظرة من بينها الضرائب والرعاية الصحية والسياسة الأمريكية فى الحرب السورية وتصريحات كلينتون بأن نصف أنصار ترامب «من البائسين». وقالت كلينتون «فى غضون ساعات قلت إننى آسفة جدا على الطريقة التى تحدثت بها فى هذا الأمر لأن مشكلتى ليست مع أنصاره وإنما معه». وقال ترامب أيضا إنه اختلف مع مايك بنس المرشح معه على منصب نائب الرئيس والذى أعلن الأسبوع الماضى فى مناظرته أمام تيم كاين المرشح مع كلينتون على منصب نائب الرئيس إنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تكون مستعدة لاستخدم القوة العسكرية فى سوريا إذا دعت الحاجة لذلك. وقال ترامب «لم أتحدث أنا وهو واختلف معه فى هذا الرأى». وقبل المناظرة بساعات فقط التقى ترامب نساء اتهمن الرئيس السابق بيل كلينتون بسوء السلوك الجنسى. وظهر ترامب مع ثلاث سيدات يتهمن بيل كلينتون بسوء السلوك الجنسى وامرأة رابعة كانت ضحية قضية اغتصاب شاركت فيها هيلارى كلينتون كمحامية.