- أكدت الحكومة اليمنية سعيها لاستعادة إنتاج النفط وإعادة تصديره في ظل الخسائر المتواصلة التي يتكبدها هذا القطاع عقب إيقاف جميع الشركات النفطية الأجنبية عملياتها النفطية، ومغادرة البلاد عقب سيطرة الانقلابيين على العاصمة صنعاء. وأكد رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر عزم بلاده على إعادة إنتاج النفط في محافظة حضرموت، وتخصيص قرابة 3 ملايين دولار من أجل هذه الخطوة. وعقد أحمد عبيد بن دغر في مدينة المكلا اجتماعا مع مدراء عمليات شركات «ترومسيلة وبتروسار ودي ان أو»، مؤكداً على ضرورة تأهيل وتطوير الشركات النفطية لإعادة الإنتاج إضافة إلى ترتيب الحماية الأمنية اللازمة لها بالتنسيق مع قيادة السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الثانية. ونوه بأن الحكومة ملتزمة توفير الموازنة التشغيلية لبترومسيلة ومعالجة أوضاع الشباب الذين قاموا بحماية الشركات من العبث أثناء الاختلالات الأمنية التي مرت بها المحافظة، منوها إلى استعداد الحكومة بتوجيه الجهات المختصة لمعالجة أي تلوث بيئي. وأوضح خبراء اقتصاديون أن خطوات الحكومة لدعم تشغيل الحقول النفطية في حضرموت يمثل بداية صحيحة من أجل تعافي الاقتصاد الوطني الذي تعد صادرات النفط أهم الموارد المالية للبلد. ويعدّ قطاع المسيلة في حضرموت أكبر تلك القطاعات النفطية في اليمن، حيث يبلغ عدد حقول هذا القطاع حوالي 13 حقلاً، فيما يبلغ عدد الآبار المنتجة 76 بئراً، والتي تصل بعضها مباشرة عبر أنابيب إلى ميناء الضبة النفطية في شرق المكلا لتصديره. وأكد عاملون في قطاع النفط في حضرموت أن عملية استئناف الإنتاج النفطي ستكون بشكل تدريجي، في مختلف القطاعات النفطية التابعة للشركات العاملة فيها، وذلك لاعتبارات تتعلّق بالحاجة إلى تأهيل بعض الحقول والآبار، واستكمال طواقم العمالة، والحماية الأمنية. وأوضح رئيس نقابة عمال بترومسيلة النفطية عمرو الوالي في تصريحات ل «اتحاد» أن أعمال تخريب كثيرة طالت عدداً من الحقول الإنتاجية والمنشآت بعد انسحاب الجيش في إبريل 2015م، فقد شمل ذلك التخريب للحقول الإنتاجية والمنشآت ، أعمال نهب واعتداءات كثيرة ومتكررة أبرزها سرقة الكابلات والمولدات والسيارات الخاصة بالعمليات وبعض المعدات الأساسية الأمر الذي يتطلب ميزانية كبيرة للإصلاحات واستئناف العمل بشكل أكبر. وقدم الوالي الشكر لمن أسماهم المخلصين من أبناء المناطق التي تتواجد فيها الحقول النفطية ومساهمتهم الطوعية في حماية الحقول الإنتاجية من استمرار العبث والتدمير، مؤكدا أنه وبجهود العاملين وإدارتها فقط لازالت بترومسيلة قائمة وتنافس بقوة بإمكانيات محدودة وميزانية تكاد أن تكون معدومة بالنسبة للصناعات النفطية. وأكد محافظ حضرموت أن المحافظة تعرضت لأضرار كبيرة جراء الحرب التي شنت ضد تنظيم «القاعدة» في أبريل الماضي، وتأثرت فيها حقول النفط والمنافذ إلى جانب القرى والمدن الرئيسية، مشيرا إلى أن إعادة إنتاج النفط من الحقول سيسهم في إعادة الحياة والأمل وإنعاش الاقتصاد المتدهور جراء توقف الصادرات النفطية التي تعد مصدر الدخل الأول في البلد.