منذ أكثر من 80 سنة وجماعة الإخوان المسلمين ترفع شعار" الإسلام هو الحل".. هذا الشعار مكتوب على لافتاتها ومقراتها وجمعياتها ووثائقها كلها، وهو شعارها في كل الانتخابات العامة والنقابية، وتصرخ به في الخطب والمظاهرات، ويردده قادتها على الدوام أكثر من ترديد الشهادتين والصلاة على رسول الله.. لكنها بمجرد أن وصلت إلى السلطة، ووجدت نفسها في المحك العملي.. في رئاسة الدولة والحكومة لم توجد حلا لأي مشكلة، ومع ذلك يبقى الشعار مرفوعا "الإسلام هو الحل"!.. جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، وهي أم كل جماعات الإخوان في سائر البلدان العربية، بعد أن وصلت إلى السلطة قدمت أنموذجا أبرز معالمه ومظاهره الاضطراب والتناقض والتردد.. تخبط خبط عشواء، وتحاكي تجربة "بافلوف" مع الكلاب في المحاولة والخطأ، غير أنها تطبق ذلك على الشعب، وفي قضايا مصيرية كالاقتصاد والتشريع والانتخابات وحقوق الإنسان.. لا رئاسة حكم الجماعة ولا مستشاريها ولا حكومة الجماعة ولا مجلس الشورى الذي صار مشرعا، ولا أي من هيئات الدولة التي هيمنت عليها الجماعة، ولا خطباء الجماعة ولا منظريها، تمكنوا من حل مشكلة في مصر، بل إنهم خلقوا ويخلقون مشكلات جديدة، وليس حلولا.. مطالبة بعض الأقاليم بالاستقلال، وانقسام الشعب المصري، والتحرش الجنسي بالنساء برعاية السلطة، وقمع الحريات، وارتفاع معدلات الجريمة، والإرهاب، مشكلات جديدة صنعت في ظل حكم جماعة الإخوان. تحت شعار "الإسلام هو الحل" لم تتوصل الجماعة إلى أي حل.. حيرة وتخبط وتناقض وقرار ينسف قرار.. قرار بزيادة الضرائب، وقرار بإلغاء قرار الزيادة، وإعلان دستوري ثم إعلان دستوري يلغي الإعلان الدستوري.. يشرعون تشريعا ويتبين أنه غير دستوري، وينقضونه قبل أن تقول الدستورية أنه غير دستوري.. رئاسة الجماعة اعترفت أن قانون الانتخابات غير دستوري، وأمس طعنت في حكم أصدرته المحكمة الإدارية بالقاهرة قبل أسبوع قضى بوقف إجراءات تنظيم انتخابات مجلس النواب وإحالة قانون الانتخابات للمحكمة الدستورية.. قبل أسبوع قالت رئاسة الإخوان إنها قبلت بحكم المحكمة الإدارية ولن تطعن فيه، وأمس تراجعت وطعنت بالحكم أمام المحكمة الإدارية رغم أنه قد صار بعهدة المحكمة الدستورية العليا.. يعني حتى أبسط المفاهيم القانونية لا تلم بها. كل ذلك يجري تحت شعار "الإسلام هو الحل".. بينما ما تصنعه الجماعة هو المشكلات.. لقد فقد هذا الشعار جاذبيته في ظل حكم الإخوان باسم الإسلام.. ليس لأن الإسلام عاجز عن الحلول بل الجماعة عاجزة.