قالت مصادر مطّلعة إن المعارضة المصرية قررت دعم كل أشكال التحرك الاحتجاجي ضد حكم الإخوان بانتظار ما أسمته اللحظة الحاسمة يوم 30 يونيو التي سيكون شعارها دفع الرئيس مرسي إلى التنحي. وذكرت المصادر المقربة من جبهة الإنقاذ أن قيادات المعارضة تريد أن توظف الأخطاء التي ترتكبها الحكومة الإخوانية كل يوم لتأليب الشارع، وخاصة ما تعلق بخيار أخونة الدولة. واعتبرت المصادر في حديثها ل”العرب اون لاين” أن خطوة مرسي الأخيرة بتعيين محافظين جدد غالبيتهم من الإخوان أو مقربين منهم أعطت زخما إضافيا للمناوئين له الذين نزلوا أمس إلى الشارع ببعض المحافظات التي وقع تغيير محافظيها. فقد أغلق معارضون أبواب مبنى محافظة المنوفية (شمال القاهرة) احتجاجا على تولي أحد أعضاء جماعة الإخوان منصب المحافظ. وبموازاة ذلك عزَّزت عناصر من قوات الأمن المركزي مدعومة بآليات خفيفة من تواجدها حول أسوار مبنى المحافظة خشية تطور الموقف إلى محاولة لاقتحام المبنى. كما انتشرت تشكيلات من قوات الأمن بمحيط مبنى محافظة دمياط (شمال البلاد) لتأمينه خشية أي محاولة لاقتحامه من جانب أعداد كبيرة قامت بقطع طريق كورنيش النيل الرئيسي مقابل المبنى. وقالت حركة شباب 6 أبريل المستقلة في المنوفية في بيان إنها تستنكر تعيين العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين أحمد شعراوي عبد الله محافظا. وأضافت الحركة التي لعبت دورا مؤثرا في الحشد للانتفاضة ضد مبارك في بيان “لن نسمح بدخوله إلى المحافظة ويعد هذا القرار مسمارا في نعش النظام وهي مقدمة لسقوط هذا النظام المستبد الفاشل”. وأصدر الرئيس مرسي الأحد قرارا بتعيين 17 محافظا جديدا بينهم سبعة أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها وعضو آخر في الجماعة الإسلامية المتحالفة معها، بالإضافة إلى ستة محافظين من المؤسسة العسكرية. وقالت مصادر المعارضة إن الرئيس مرسي يريد أن يستقطب الجيش من خلال هذا التعيين كي يجعل المؤسسة العسكرية تسكت عن سياسة “أخونة الدولة” التي تنفذ على قدم وساق ليس فقط في المؤسسات العليا بالدولة بل امتدت إلى مختلف المؤسسات داخل المحافظات والمدن الصغيرة. وأكدت المصادر ذاتها أن الإخوان قرروا خلال اجتماع لمكتب الإرشاد منذ أسبوعين تحييد المؤسسة العسكرية عن مواجهة 30 يونيو، وذلك بتعيين محافظين منهم بالمحافظات الحدودية والساحلية (البحر الأحمر، وأسوان، وبورسعيد، والوادي الجديد، والإسماعيلية، ومطروح). ووفق ذات المصادر فإن الإخوان يتخوفون من أن تنحاز المؤسسة العسكرية إلى مظاهرات 30 يونيو ما يسهل الإطاحة بحكم مرسي، وقد اتصل قياديون من مكتب الإرشاد في الأيام الأخيرة بالقيادات العسكرية التي تعهدت بأن تظل على الحياد السياسي، لكنها لن تسمح باستهداف المؤسسات السيادية وبينها قصر الاتحادية. من جانب آخر قال مراقبون إن الإخوان عينوا سبعة من قيادات التنظيم في المحافظات التي عرفت بكونها “معادية” للإخوان، وأن الغرض هو بحث تحييد هذه المحافظات يوم 30 يونيو. واعتبر المراقبون أن الإخوان أهدوا قياديا في الجماعة الإسلامية منصب المحافظ في الأقصر التي شهدت أكثر التفجيرات دموية في فترة نشاط الجماعة قبل أن تقوم بمراجعات وتعتذر عن ماضيها.