مرة بعد أخرى يحاول «حزب الله» ربط اليمن بالمشروع الإيراني التخريبي في المنطقة، وجره إلى مربع الدمار عبر ذراع طهران في اليمن، المتمثلة بميليشيات الحوثي، التي سيطرت على العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2014 بقوة السلاح؛ إذ يؤكد زعيم «حزب الله» حسن نصر الله أن ميليشيات الحوثي تعد جزءاً مما يسميه نفاقاً «محور المقاومة»، ويقصد بذلك إيران وسوريا و«حزب الله». يشير زعيم «حزب الله» إلى أن اليمن «جزء من محور المقاومة، وأحد أهم أسباب الحرب عليه هو هذا الأمر»، بل ويقول إن الحوثيين جاهزون لإرسال عشرات الآلاف من مقاتليهم إلى لبنان؛ للانضمام إلى أية معركة يخوضها الحزب وإيران في المنطقة. مواقف «حزب الله» تؤكد المنهجية التي تسير عليها إيران في إحداث مزيد من الاضطرابات في المنطقة، ومن بينها اليمن، فالذراع الإيرانية في اليمن، شأنها شأن ذراعها في لبنان، تهدف إلى خلط الأوراق في المنطقة، تحت شعارات زائفة، ففي النهاية لا تضر ««إسرائيل»» ولا أمريكا، التي يدعي الحوثيون أنهم يقاتلونها، بقدر ما تلحق الضرر باليمن واليمنيين، الذين تنكل بهم الجماعة الحوثية الإرهابية، عبر الحروب التي تشنها عليهم منذ 2014 وما قبلها، وكانت الحروب الست التي خاضتها ضد القوات الحكومية أكبر دليل على سعي حثيث لإيران لتحويل اليمن إلى منطقة مواجهة شاملة، وتكون شرارة لإحداث فوضى شاملة في منطقة الجزيرة والخليج العربي. في خطاباته ومواقفه المعلنة وغير المعلنة، لا يكتفي حسن نصر الله بالتحريض على أمن المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج، بل ويقدم الدعم الواضح والفاضح لجماعة الحوثي بكل الوسائل المتاحة، عبر استضافة قيادات الجماعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتأمين العمل الإعلامي للجماعة عبر مكاتب القنوات الفضائية، التي تبث من الضاحية، إضافة إلى الجوانب التدريبية للكوادر الإعلامية، لتضاف إلى التدريبات العسكرية التي يقوم بها خبراء من الحزب في اليمن وفي لبنان، وهو ما أفصحت عنه الكثير من الوثائق التي تم العثور عليها من قبل السلطات اليمنية، بعد إلقاء القبض على المئات من عناصر الجماعة المسلحة في مختلف جبهات القتال. دور «حزب الله» وزعيمه حسن نصر الله فاعل في الأزمة اليمنية منذ سنوات، وهو دور مرتبط بشكل رئيسي بالمشروع الإيراني، الذي بدأ يتبلور باتجاه تخريب الاستقرار في المنطقة العربية بأكملها، ومن بينها اليمن، وقد دلت التحقيقات التي أجرتها السلطات اليمنية أن الدور الإيراني في البلاد لم يكن مجرد ادعاءات، بل ملموس ومؤثر، خاصة أنه ظل يتستر خلف واجهة محور المقاومة، الذي يروج لها كذباً وبهتاناً «حزب الله». مشكلة بعض اليمنيين والعرب، أنهم لا يدركون الخطر الذي تشكله إيران وأذنابها وأذرعها في العديد من البؤر العربية، ومن ضمنها اليمن، وأسوأ ما في هذا المشروع هو التحريض الذي قسم اليمنيين إلى مذاهب وجماعات دينية لم يعرفوها طوال حياتهم، فمن المعروف أن اليمنيين ظلوا متعايشين ومتصالحين مع أنفسهم، إلى أن وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه في مواجهة مع خطاب مذهبي وطائفي، يمزقهم أكثر من الحرب نفسها التي أشعلها أنصار إيران في بلادهم.