اهتمت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية بالصراع الدائر الآن فى مصر، ونقلت وصف محللين له بأنه أعمق أزمة تواجهها البلاد منذ 25 يناير، كما اهتمت الصحيفة بموقف الأزهر من المظاهرات المناهضة للرئيس محمد مرسى والمقررة يوم الأحد المقبل، وإعلانه أن المعارضة السلمية لمرسى، ليست ضد الإسلام. وقالت الصحيفة، إنه مع اكتساب مطالب المعارضة باستقالة مرسى وإجراء انتخابات رئاسية جديدة الزخم، فإن أنصار الرئيس الإسلاميين يصفون المعارضة بأنها علمانية ومعادية للإسلام، وهذا انتقاد خطير، وهو ما جعل العديد من المصريين بجانب مرسى، لكن معارضيه يشيرون إلى دعم من الصوت البارز للمؤسسة السنية فى مصر، وخاصة الأزهر. وكان داعية يدعى أشرف عبد المنعم، قد أعلن أنه من الواجب على المسلمين أن يواجهوا حتى يقتلوا أى محتج ضد الحكومة، لكن رئيس جامعة الأزهر اختلف مع ذلك، وقال إن المعارضة السلمية للحكومة مقبولة فى الإسلام، ومنذ ذلك، ارتفعت الحرارة السياسية فى مصر، فقتل شخصان وأصيب العشرات فى صدامات بنهاية الأسبوع الماضى بين أنصار مرسى ومعارضيه.وتمضى الصحيفة قائلة إن الصراع المستمر بين بعض الإسلاميين الذين يرون محاولة الإطاحة لمرسى تحدى لشرعيته الانتخابية، والمعارضة، قد أغرق مصر فى أعمق أزمة تواجهها منذ ثورة 25 يناير، حسبما يقول خالد فهمى، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية فى القاهرة. وفى ظل تقلص حلفاء مرسى بمرور الوقت، فقد تحول الرئيس إلى حفنة من الجماعات الإسلامية السلفية التى ترى حكمه الخطوة الأولى نحو حكم الشريعة الإسلامية فى مصر، وهددت تلك الجماعات باستخدام العنف، للحفاظ على الرئاسة، ويقول فهمى، ليس بالضرورة الإخوان، ولكن من هم على يمينهم يمكن أن يأخذوا الأمور فى هذا الاتجاه. صوت أمريكا: الدعم الأمريكى لمرسى ينهار.. وواشنطن لن تدعم ثورة شعبية أخرى فى مصر.. والإخوان المسلمون بقدراتهم التنظيمية الفائقة من الصعب تحديهم سياسياً.. والمصريون لم يندهشوا من تحذيرات السيسى قالت إذاعة "صوت أمريكا" إن دعم الولاياتالمتحدة للرئيس محمد مرسى ينهار، ولكنها نقلت عن خبراء أمريكيين قولهم: "إنه من غير المتوقع أن تدعم إدارة باراك أوباما ثورة شعبية أخرى فى مصر". وأضافت "صوت أمريكا" قائلة: إنه بعد عام من انتخابه رئيسا للبلاد، وما يقرب من ثلاثة أعوام من اندلاع الربيع العربى فى مصر، فإن محمد مرسى فى مشكلة متزايدة مع الناخبين وربما مع الجيش، وتحدث التقرير عن تراجع شعبية مرسى وفقا لاستطلاعات الرأى بسبب التعثر الاقتصادى وقلق الناخبين من الإخوان المسلمين ونواياهم"، مشيرة إلى استطلاع مؤسسة "جيمس زغبى" الأمريكية الذى وجد أن معدلات تأييد مرسى انخفضت الآن لتصل إلى 28%. وأشارت الإذاعة إلى تحذيرات الفريق أول عبد الفتاح السيسى، والذى قال "إن الجيش قد يتدخل لو لم تستطع الحكومة ومعارضيها حل خلافاتهم، قبل الاحتجاجات الحاشدة المناهضة لمرسى المقررة يوم 30 يونيه". وأوضحت أن الكثير من المصريين لم يشعروا بالاندهاش من تحذير السيسى، يوم الأحد الماضى، حيث قال "إن الجيش سيكون ملتزما بالتدخل لمنع انزلاق مصر نحو نفق مظلم". وخلصت نتائج استطلاع "جيمس زغبى" الأخير إلى أن مصر فى أزمة، وأن الاقتصاد فى حالة فوضى مع عدم وجود اتجاه واضح وتآكل الحقوق، وسيطرة حزب مدعوم من أقلية على السلطة، إلا أن "زغبى" وخبراء آخرين فى الشأن المصرى يقولون "إن الإخوان المسلمين، بقدراتهم التنظيمية الفائقة، سيظل من الصعب تحديهم سياسياً"، ويوضح "زغبى" أن الجماعة لا تحتاج أن تكون شعبية لو واصلت قدرتها على حشد أنصارها حول قضية، أو نحو صناديق الاقتراع، وحتى تبنى المعارضة تنظيما يستطيع أن ينافس، سيظل الإسلاميون فى المقدمة. وتحدث التقرير كذلك عن حركة تمرد، وقال إنه على الرغم من أن العديدين يعتقدون أن هذه الحركة يمكن أن تثير نوعا من أحداث التغيير فى الحكم مثلما حدث فى الربيع العربى عام 2011، فإن قليلين فقط مقتنعون بأن الأحداث ستتطور فى نفس المنحنى مرة أخرى، ويرى زغبى إنه ليس من المتوقع أن تكرر إدارة أوباما دعمها لثورة شعبية أخرى، لكنها قد تطالب باستمرار الجهود لبناء المؤسسات الديمقراطية وإجراء انتخابات برلمانية. من جانبها، قالت مارينا أوتاوى، كبيرة الباحثين فى مركز ودرو ويلسون للعماء فى واشنطن، إن الشىء الوحيد الذى تستطيع الولاياتالمتحدة أن تفعله هو أن تحث المعارضة العلمانية على التنظيم، وأن تكون مستعدة لتحقيق أداء أفضل فى أى انتخابات برلمانية جديدة.