حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، عضو جبهة الإنقاذ، إن الرئيس محمد مرسى الذى كان يستعد قبل عام لخوض دورة الإعادة من الرئاسة عجز عن الإجابة عن سؤال وجهه إليه، وهو هل ستكون رئيساً مستقلاً فى حال فوزك؟ وكشف صباحى، فى الحلقة الثانية من حواره لصحيفة "الحياة اللندنية" اليوم الأربعاء "أن مرسى قال له فى الاجتماع "أريدك معى نائباً للرئيس" واعترف بأن شعار "يسقط يسقط حكم العسكر" أضر بالثورة لأنه سمح للإخوان بمغازلة الجيش والاقتراب منه. وهنا نص الحلقة الثانية: * من اللافت أن الولاياتالمتحدة لم تدافع عن النظام المصرى (السابق) الحليف أو التابع لها.. هل تعتقد أن الرأى الأمريكى كان له حساب لدى المؤسسة العسكرية؟ – يمكن أن أحدد العوامل الرئيسة المحرّكة للمؤسسة العسكرية فى مصر على النحو الآتي: الأول هو العامل الشعبى، إذ يجب أن تكون المؤسسة منسجمة مع تيار واضح ينسجم مع المطلب الشعبى والمزاج الشعبى المصرى، والثانى ألاّ يكون تحرّكها مندرجاً فى خانة المحظور الأمريكى، أى لا بد من أن تجد عدم ممانعة أمريكية، وليس موافقة بالضرورة.. منذ سنوات يقتصر تسليح الجيش المصرى على أمريكا، وجزء رئيسى من المعونة الأمريكية معونة عسكرية، لذلك يستبعد أن يضحى بمصدر تسليحه الوحيد وبمصدر مهم من مصادر تمويله، ولهذا أتوقع أن يأتى قرار الجيش فى المرتبة الثانية بعد العامل الشعبى، أى ألا يكون فى تناقض مع القرار الأمريكى، إذ يجب أن يكون هناك ضوء أخضر ما. الجيش فى ثورة 25 يناير، مارس الحياد الإيجابى، قال «لن أضرب الناس، ولن أعلن خلع مبارك»، نزلَ إلى الشارع فى 28 (يناير)، ويومها عرفنا النبأ من التلفزيون، وكان السؤال فى الميدان: كيف سنتصرف مع الجيش؟ كانت إجابتى للناس الذين طلبوا منى أن أخطب فى الجماهير فى الميدان «حين يأتى أفراد الجيش نلوّح لهم، ونأخذهم بالأحضان، ومن يستطيع، يُلقى عليهم الورود»، أنا رأيت الجيش فى تظاهرات 1977 وخلال أحداث الأمن المركزى فى العام 1986، فى كل الأحوال هو تعامل مع الشعب بهذه الطريقة المنضبطة، وهو بالغ الحرص على ألاّ تهتز صورته عند الشعب، هذا يفسر تصريحات (وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي) هذه الأيام التى قال فيها إن الجيش مع الشعب المصرى، هو مضطر لقول هذا الكلام لأنه وريث تقاليد فى الحياة العسكرية المصرية يحاول الحفاظ عليها، الجيش لم تكن عنده فرصة ليخوض معركة ضد سمعته وعلاقته الوطيدة بالشعب، أو ضد التقاليد العسكرية ذات الطابع الوطنى الأصيل، أو ضد توازن قوى، هو يعلم أنه فى حال دخل فى صدام مع هذه الملايين سيخسر، ماذا كان سيفعل مع الملايين فى ميدان التحرير؟ هل يضرب بالدبابات؟ هو أصلاً ليس قوة مكافحة شغب.