مع ترقب الاعلان النهائي لنتائج الانتخابات البرلمانية من قبل مفوضية الانتخابات في العراق، استقبل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر سفراء كل من السعودية والأردن والكويت وتركيا وسوريا في مقر اقامته في النجف، بغياب السفير الإيراني ايرج مسجد جامعي. وهذا هو اللقاء الأول للصدر مع سفراء عدد من الدول العربية والإسلامية بعد الانتخابات البرلمانية التي حقق فيها تحالف "سائرون" بزعامة الصدر المركز الأول.
وفي بيان لمكتب الصدر أكد على دعم العراق وبأن يكون قوياً متمنياً أن يكون العراق هو عنصر جامع للمنطقة لإحلال السلام وإبعاد شبح الإرهاب مؤكداً أن كل ما يحدث من أحداث في دول الجوار يفيء بظلاله على العراق والعكس أيضاً.
هذا وطالب الصدر الدول بدعم العراق من أجل تشكيل حكومة تكنقراط على أن يكون ذلك على نحو الدعم لا التدخل مؤكداً على أن يكون قرار العراق بيده.
وكان اللافت في اللقاء هو غياب السفير الإيراني الذي يعد اشارة واضحة إلى عمق القطيعة بين الصدر والمسؤولين في طهران حسب ما قاله المحلل السياسي حميد الربيعي.
وقال الربيعي "للعربية.نت" : الصدر يمر بقطيعة مع ايران لمطالبته بوجوب بقاء القرار العراقي بعيدا عن أي هيمنة اقليمية ومنها ايران، موضحاً ان هذه القطيعة تأثرت كثيراً بعد لقاء الصدر بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، العام الماضي، والتي كانت لها صدى غير مقبول داخل هرم السلطة الايرانية، واعتبروها رسالة سلبية من الصدر لهم.
وأضاف الربيعي، إن التقارب العراقي بمحيطه العربي اغاض كثيراً السلطات الإيرانية التي تريد من العراق ساحة لنفوذها في المنطقة لتنفيذ سياساتها التوسعية، وهي الان غير مطمئنة لنتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة التي قد تحد من ذلك النفوذ، وتسعى بكل جهودها لقلب النتائج لصالحها.
وقبل اللقاء، نشر الصدر تغريدة على شكل هاشتاق قال فيها " #دول_الجوار_أصدقاء_لا_أعداء ". يذكر أن الصدر استضاف أمس عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة لوضع السياسات العامة بخصوص التحالفات المستقبلية لتشكيل الحكومة العراقية المرتقبة.
يشار إلى أن الحكيم انشق من مجلس الأعلى الإسلامي قبل الانتخابات النيابية للاختلاف في ادارة الحزب، لا سيما أن المجلس وقياداته يرضخان للهيمنة الايرانية وأوامرها.
ويترقب الشارع العراقي النتائج النهائية للانتخابات التي كان من المقرر أن تعلن قبل ساعات، لكن أسباب مجهولة حائلة من اعلانها إلى الآن.
هذا وشكل فوز الصدر بكتلة كبيرة في الانتخابات العراقية عودة قوية لتياره إلى المشهد العراقي، منافساً بذلك تحالف الفتح المدعوم إيرانياً والذي حل بالمرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية التي جرت السبت الماضي.
وقد تميز الصدر بمواقف دعت إلى الاستقلال عن التدخلات الخارجية في البلاد، وقال أكثر من مرة إن القرار سيتخذ في بغداد ولن يأتي من الخارج.