نحن نعيش في عالم من الضحك طبقا للممثل الفرنسي "جولز رينارد " وبتعبير الفنان الكوميدي اللبناني عبدالسلام النابلسي (لقد خلقنا لكي نضحك) أضيف إليها : نضحك من قلوبنا، مش نضحك على بعض، ونأكل بعقول بعضنا حلاوه، ركزوا جيداً!! لكن - وهذا أكثر ما أخشاه دائماً- هناك عقليات تدمر ضحكنا على الدوام. ببساطة قد تنط بعضها الآن ويبدأ معها موال المواعظ، وستسمع من يقول لك : استغفر ربك، نحن خلقنا لكي نعبد الله . لهؤلاء نقول : وهل في ذلك أي شك؟! فإذا كانت ابتسامة المرء في وجه أخيه صدقة ، فالضحك عبادة ينقصها الوضوء . ذلك هو رأيي علاوة على أن الضحك هو الخاصية المميزة للإنسان بحسب فلسفة الفرنسي (رابليه) وهذا الأخير طبعا لا علاقة له بالمخبز الفرنسي على الإطلاق . وقالوا : ضحك من غير سبب قلة أدب. الغريب أننا نريد أسباباً لكل شيء، إلا هذا التعب اليومي الذي يضرب حياتنا وأرواحنا، فإننا غالباً ما نرميه للخرافات. أكرر الآن أننا بحاجة لمصفاة ضحك نشطة أكثر من حاجتنا لمصفاة نفط تنتج في اليوم الواحد مدري كم برميل، لا أحد يعرف مصيرها فين؟! وبوجود مصفاة ضحك،الجميع سيشترك بها، كما سيحرص الكبار قبل الصغار على أن يسمعوا آخر نكتة ليضحكوا، أو في أسوأ الحالات فإن مصافي الضحك-إن وجدت- لن تكون بأي حال من الأحوال ثروة تقودنا للتسلّح ضد بعضا بعض .. بل ستكون ثروة تعلمنا الحب والاسترخاء . كما لن نجد أحداً يشكو من أن الشلّة الفلانية استأثرت على الثروة،وسببت للناس مشاكل متعلقة بالفقر والاكتئاب و..الذي مِنُّه. الحياة عموما أبسط مما عبأتنا المخيلة الشعبية ضدها.. وصار لابد من الضحك إذاً.