يرقد جريح الثورة عبدالحمن الكمالي، في المستشفى الجمهوري بصنعاء، بعد أن أصبح لا يقدر على الحركة نتيجة إصابته بالغرغرينا، وتعفن جسمه الذين تنقل بين مستشفيات عدة لتلقي العلاج، في ظل إهمال اللجنة الوزارية ومماطلتها له وعدم تسفيره للخارج. وقال ل"الأولى" نجل الكمالي، ويدعى رعد، إن حالة والده الصحية تسوء يوماً بعد آخر، حيث أصابته مؤخراً الغرغرينا، بالإضافة إلى تقرحات في ظهره أصبح معها غير قادر على الحركة. وأكد الكمالي أن الغرغرينا أصابت والده في القدم اليمنى، وبدأت قبل أيام بالظهور على أصابع قدمه، وانتشرت بشكل مخيف في القدم كلها، مشيراً الى أن ذلك حدث له وهو في المستشفى الجمهوري. وحسب نجل الكمالي، فقد كان مقرراً سفره إلى القاهرة قبل أسبوع، ولكنه عاد من المطار بعد أن تفاجأ بأن اللجنة الوزارية قامت بحجز مقعد واحد فقط له، وبدون مرافق، مشيراً الى أن حالته تستدعي نقله على سرير كونه غير قادر على الحركة، ويحتاج إلى مرافق على الأقل. وسبق أن نُقل الكمالي من مستشفى الثورة الى المستشفى الاستشاري، ومن ثم الى المستشفى الجمهوري، وذلك بسبب سوء معاملته، وعدم الاهتمام بحالته الصحية. وأمس؛ تواصلت "الأولى" تلفونياً مع وزير الصحة الدكتور أحمد العنسي، رئيس اللجنة الوزارية الخاصة بمعالجة جرحى الثورة، حيث قال في البداية إن الكمالي حسب علمه مسافر خارج البلد على حساب اللجنة للعلاج. وأكدت الصحيفة للعنسي أن الكمالي يرقد في المستشفى الجمهوري، في وضع مأساوي للغاية. عندها أكد أنه في آخر اجتماع للجنة لم يبلغه أحد بتطورات حالته، مشيراً الى أنه سيوجه بعلاجه وحجز العدد الذي يحتاجه من المقاعد له ولمرافقين من أجل نقله بسرعة للعلاج. وقال ل"الأولى" الناشط وعضو مؤتمر الحوار عيبان السامعي، إنه زار الكمالي، وانصدم للحالة التي لقيه عليها، حيث أكد أن إصابته كان من السهولة السيطرة عليها ومعالجتها بسرعة كبيرة، مشيراً الى أن الإهمال الذي لاقاه أوصله إلى تلك الحالة المزرية. وأكد أن الكمالي لا يتحدث إلا بصعوبة بالغة، ولا يقدر على الحركة، منوهاً الى أنه تحدث مع نجله الذي يرافقه في المستشفى، واتضح أنهما هناك بدون مصروف يومي، ولا أحد يلتفت لهما على الإطلاق. وأضاف السامعي أن الكمالي كان يصرخ ويبكي من شدة ما أصابه، مشيراً إلى أنه ممدد على ظهره، ولا يستطيعون قلبه على الجنب إلا بمساعدة طبيب جراح، نتيجة لأن ظهره قد "خاس" والجلد يتخلس مع أية حركة. وناشد نجل الكمالي رئيس الجمهورية واللجنة الوزارية وقيادة الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه والده، الالتفات إليه، وإنقاذ حياته، ونقله إلى الخارج للعلاج أسوة ببقية الجرحى. وأصيب الكمالي في مسيرة الحياة الثانية أمام القصر الجمهوري، حيث دهسه طقم أمن أثناء قمع اعتصام دعا إليه شباب المسيرة للمطالبة بكشف هوية الجنود الذين أقدموا على قمع مسيرة الحياة، وقتل 13 من المشاركين، في جولة دار سلم، وتسليمهم للقضاء. ونشرت "الأولى" أكثر من مرة أخباراً ومناشدات عن حالة الكمالي الصحية، وحاجته الماسة للنقل الى الخارج للعلاج، وعن المعاملة السيئة التي كان يلقاها، سواء عندما كان في مستشى الثورة أو عندما نقل الى الاستشاري، ومن ثم الى الجمهوري.