وجّهت حكومة الكويت تهديدًا باتخاذ "موقف" تجاه القمة العربية التي ستبدأ أعمالها غدا السبت في مدينة سرت الليبية لو أصر النظام الليبي على إزاحة الستار عن تمثال صدام حسين الرئيس العراقي السابق الذي أعدم عام 2006. وقالت مصادر دبلوماسية عربية: "وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح أكد خلال الاجتماع الوزاري رفض الكويت لإزاحة الستار عن تمثال صدام حسين بكل ما يعكس هذا الشخص من ذكريات تجاه بلدي الكويت والأشقاء في العراق"، وفق قوله. وأخبر الشيخ محمد الصباح وزير الخارجية الليبي موسى كوسا أن الكويت سيكون لها موقف في حال صدقت المعلومات بشأن إزاحة الستار عن التمثال. وأوضح أن الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لن يكون موقفًا عراقيًا منفردًا، بل إن الكويت ستتضامن مع العراق حيال هذه المسألة وسيكون لها وقفة تجاه القمة. وكان الاجتماع الوزاري العربي الذي انعقد في مدينة سرت أمس شهد جدلاً حول ما تردد عن عزم الرئيس الليبي معمر القذافي إزاحة الستار عن تمثال للرئيس العراقي الراحل صدام حسين في مدينة بنغازي، بالتزامن مع افتتاح القمة العربية في ليبيا. وقالت المصادر العربية إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أعلن رفض بلاده لهذا التحرك، وهدد بأن العراق لن يشارك وسيقاطع القمة العربية. وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية الليبي أبلغ الوزراء بأن ليبيا لن تقدم على هذه الخطوة، لافتة إلى أن الوزراء العرب اتفقوا على دعم ما يسمى "العراق الجديد" والعملية السياسية فيه. العراق يؤكد حضوره فعاليات القمة: وكان زيباري قد صرح مساء الخميس بأن انسحاب العراق من القمة العربية التي تعقد في سرت شرق ليبيا نهاية الأسبوع الحالي أصبح أمرًا غير وارد. وقال زيباري: "مسألة انسحاب الوفد العراقي لم تعد مطروحة وسوف نساهم ونشارك ونأمل في إنجاح هذه القمة المهمة في الجماهيرية". وأضاف أنه كانت لدى بلاده بعض التحفظات حول التحضيرات التي سبقت عقد القمة وكانت هناك بعض المواقف السلبية حقيقة من تطورات الأوضاع السياسية في العراق"، في إشارة إلى استقبال القيادة الليبية وفدًا من المعارضة العراقية. وأردف زيباري خلال اجتماع وزراء الخارجية: "لقد أوضحنا هذا الموضوع للسادة الوزراء والدول المشاركة وأكدنا على موقف الحكومة العراقية بالمشاركة، لكن نحتفظ بحقنا في اتخاذ أي موقف آخر إذا رأينا أن هناك أي مفاجآت سوف تضر أو تهين الحكومة العراقية والشعب العراقي". وتابع وزير الخارجية العراقي: "استجابة السادة الوزراء كانت جيدة وطيبة وكان هناك تضامن عربي قوي جدًا مع العراق وحتى من الجماهيرية ورئاسة المؤتمر".