أظهر استطلاع للرأي تنشر نتائجه صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عددها الصادر الجمعة أن 78% من الفرنسيين يعارضون السماح 'بارتداء الحجاب أو غطاء الرأس الإسلامي في قاعات التدريس في الجامعات'. وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد أيفوب لصالح الجريدة فان 4% فقط من الذين شملهم يؤيدون السماح بارتداء الحجاب في قاعات التدريس في مؤسسات التعليم العالي، بينما قال ال18% الباقون أن لا رأي لهم في هذه المسألة. وأظهر الاستطلاع أن الشبان دون 35 سنة هم أكثر انفتاحا على السماح بارتداء الحجاب من كبار السن المتقاعدين. وفي هذا السياق أبدى 86% من المتقاعدين رفضا للحجاب مقابل 1% فقط أيدوا السماح بارتدائه، في حين وافق 11% من الشبان وعارضه 63% منهم. وأجري الاستطلاع عبر الإنترنت يومي 6 و7 أغسطس/آب الجاري على عينة تمثيلية من 952 شخصا بالغا يمثلون المجتمع الفرنسي بحسب نظام الحصص. وارتداء الحجاب مسموح في التعليم العالي في فرنسا، إلا أن تقريرا للجنة استشارية صدر مطلع الأسبوع الماضي وتضمن توصيات بينها منع هذا الزي الإسلامي، مما أثار سجالا في البلاد قبل أن يتم نفيه رسميا. وكان المجلس الأعلى للاندماج في فرنسا قد ضرب وترا حساسا باقتراحه حظر ارتداء الحجاب في جامعات البلاد. وقال المجلس -في تقرير سري سرب لصحيفة لوموند- إن هناك حاجة لاتخاذ هذه الخطوة لمواجهة المشكلات التي تسببها طالبات يرتدين الحجاب ويطالبن بمكان للصلاة وقوائم طعام خاصة في الجامعات. وأدى حظر فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس عام 2004 وحظر النقاب في الأماكن العامة عام 2010 إلى نفور كثير من المسلمين البالغ عددهم خمسة ملايين في البلاد. وقد اندلعت أعمال شغب الشهر الماضي في إحدى ضواحي باريس بعدما فحصت الشرطة أوراق هوية امرأة منتقبة. وحذر العديد من السياسيين أيضا من أن حظرا جديدا قد يثير التوترات بين الحكومة الاشتراكية التي تدافع بقوة عن علمانية فرنسا، والمسلمين الذين يشعرون أن مثل هذه القوانين تهدف إلى عزلهم ومعاقبتهم. وأطلق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرصدا جديدا للعلمانية في أبريل/نيسان وطلب منه أفكارا جديدة بشأن كيفية تطبيق القانون الذي صدر عام 1905 والذي يهدف إلى حماية الدولة من الضغوط الدينية مع احترام حرية التدين. وقال مسؤول من المرصد إن تقرير المجلس الأعلى للاندماج سُلم إلى المرصد للنظر فيه، وليس من الضروري أن يكون جزءا من المقترحات المقدمة إلى هولاند.