يتوقع المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة أن تشن إسرائيل حرباً جديدة عليهم في ظل تهديدات قيادة الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقتل جنديين إسرائيليين أحدهما ضابط برتبة رائد في 26 من الشهر الحالي قرب معبر كيسوفيم شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع . يقول المواطن أحمد خليل (32عاما ) " أن إسرائيل منذ قترة قريبة وهي تحاول التمهيد لحرب جديدة على القطاع وتسعى للحصول على دعم أمريكي كما فعلت ليفني في الحرب الأخيرة على غزة , ولكن بعد مقتل الجنديين أصبح أمر الحرب وارد في أي وقت " . ونقل موقع اسوار عن خليل أنه سوف يقوم بتخزين المواد الغذائية وغاز الطهي وكافة ما يلزم لاستمرار الحياة وقت الحرب مشيراً أن إسرائيل قبل أشهر نفذت حملة إعلامية لتضخيم حجم المقاومة في غزة من خلال إعلانه أن المقاومة تمتلك صواريخ تصل تل أبيب لتوجد مبرر لحرب جديدة يقودها اليمين المتطرف " . ويبن أحمد أن المطلوب على المستوى الفلسطيني هو إعادة اللحمة لشطري الوطن والعمل على انجاز المصالحة لنكون أقوياء في ظل توقع تصعيد إسرائيلي جديد وتفويت الفرصة على قادة الاحتلال وكشف كل الافتراءات الذي يسعى الاحتلال لإقناع العالم بان قطاع غزة أصبح قوة تهدد امن إسرائيل ويجب القضاء عليه. هذا وبذلت العديد من الجهات الدولية والمحلية جهوداً كبيرة لرأب الصدع الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام, كان آخرها الحوارات التي أجراها ممثلو الفصائل بالقاهرة وتكللت بالفشل حينما رفضت حركة حماس التوقيع علي الورقة التي أعدتها مصر للمصالحة في أكتوبر الماضي. وكان وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتز من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو , قد هدد بتصفية قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة عقب الاشتباكات الأخيرة التي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين أحدهما ضابط برتبة رائد.
وقال شتاينتز في تصريح له : " إن إسرائيل ستقوم عاجلا أو آجلا بتصفية ما أسماه النظام العسكري الموالي لإيران في قطاع غزة، في إشارة إلى حركة حماس، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا جدول زمنيا محددا لهذه العملية لكن إسرائيل لن تقبل أن تواصل حماس تعزيز قدراتها العسكرية بترسانة من الصواريخ تهدد الأمن الإسرائيلي. وكان عدد من الفصائل المقاومة الفلسطينية أعلنوا قبل يومين في بيانات منفصلة وصلت ل ( أسوار ) نسخ منها أنهم تصدوا لتوغل إسرائيلي جنوب قطاع غزة مما أدى لمقتل جنديين إسرائيليين ,أكدت السرايا تبنيها للعملية بالكامل . وحول إذا كانت إسرائيل ستقوم بحملة عسكرية جديدة ضد قطاع غزة، قال :" إنه لا يوجد خيار آخر أمام الحكومة، في إشارة إلى احتمال قيام إسرائيل بحرب شبيهة بالتي شنتها العام الماضي وأسفرت عن استشهاد 1400 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين. وتقول الطالبة الجامعية إيمان ناهض (22عاماً ) ل ( أسوار ) أنها : " لا تتوقع أن تكون هناك حرب إسرائيلية جديدة على القطاع , لأن إسرائيل عندما هاجمت المؤسسات الأمنية التابعة للحكومة المقالة بغزة وقتلت أكثر من 1400 شهيد (... ) لم يكن أحد يتوقع أن تقوم بذلك ولا اعتقد أن مقتل جنديين إسرائيليين يشير إلى حرب جديدة". وأوضحت :" يجب أن نتعامل مع هذه الإشاعات بكل حذر لأنها قد تتحول إلي واقع في أي لحظة , خاصة أننا في هذه الأيام وبعد مقتل الجنديين نشهد عدد من التحركات للقوات الإسرائيلية على طول الشريط الحدودي مع القطاع إلي جانب التحليق المكثف لطيران الحربي وأطلق النار من الزوارق اتجاه منازل المواطنين في رفح " . حديث وزير المالية الإسرائيلي يأتي بعد ساعات من تصريح لوزير الحرب إيهود باراك الذي أكد فيه أن تل أبيب سترد على مقتل الرائد إيليراز بيريتس والرقيب إيلان سفياتكسوفكي في غزة يوم الجمعة الماضي في اشتباك مع مقاومين فلسطينيين. ويري باراك وجهاز المخابرات الإسرائيلية أن مقتل جنديين تحولا في سياسة حماس لجهة تهدئة الحدود وهو ما قد يفرض على حكومة نتنياهو تحديات أمنية كبيرة. ومن جانبه قال الناطق باسم وزارة الداخلية بقطاع غزة ايهاب الغصين في تصريح خاص ل أسوار وذلك في أول رد فعل لحكومته بعد العملية ان "من حق الشعب الفلسطيني في الدفاع والمقاومة وهو حق أكدته جميع الشرائع الدينية والدنيوية .كما أكد جاهزية حكومته لمواجهة الاحتلال في أي وقت . وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم ورداً على التهديدات الإسرائيلية الأخيرة إنها " تعكس النوايا الإجرامية للحكومة الإسرائيلية وتؤكد استمرارها في ممارسة إرهاب الدولة الذي يستهدف الشعب الفلسطيني". وشدد برهوم في تصريح صحفي له على أن التهديدات الإسرائيلية تتطلب ضرورة الإسراع في اتخاذ قرارات إقليمية ودولية حاسمة ضد "حكومة الكيان الصهيوني" على حد قوله ودعا برهوم إلى عزل إسرائيل إقليميا ودوليا والبدء الفوري في محاكمة قياداته كمجرمي حرب في محاكم الجنائية الدولية.في حين اعتبرت كتائب القسام التابعة لحماس أن تهديدات الاحتلال بإعادة احتلال غزة هي محاولة للهروب من الصدمة التي أصابت الجنود الإسرائيليين بعد مقتل اثنين منهم على حدود القطاع الجمعة الماضية. وأكد الناطق الإعلامي باسم القسام أبو عبيدة في تصريحات صحفية أن الكتائب على جاهزية تامة للتصدي لأي عدوان أو "حماقة" إسرائيلية. هذا توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد ، شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.وقال شهود عيان ل ( أسوار ) :" أن 6 دبابات إسرائيلية و 3 جرفات مدرعة توغلت حوالي 200 متر شرق مخيم المغازي، وشرعت بعمليات تجريف وتمشيط في المنطقة وسط إطلاق نار متقطع تجاه منازل وممتلكات المواطنين دون وقوع إصابات.