أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء ان الاعتداءت التي خلفت عشرات القتلى في موسكو الاثنين وفي داغستان الأربعاء قد تكون من فعل العصابة ذاتها وذلك في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي . ونقلت وكالة (نوفوستي) الروسية عن بوتين قوله في اجتماع لهيئة رئاسة الحكومة الاربعاء، إنني لا أستبعد أن تكون المجموعة نفسها وراء التفجيرات بموسكو و كيزلار. وأضاف بوتين: ليس مهما بالنسبة لنا في أي جزء من البلد ترتكب هذه الجرائم، وإلى أي قومية تنتمي ضحاياها. إننا ننطلق من أن هذه الجرائم ترتكب ضد روسيا كلها. وطلب المسؤول الروسي من وزير الداخلية الداغستاني رشيد نورغالييف تعزيز وحدات الشرطة العاملة في منطقة شمال القوقاز. وارتفع عدد ضحايا الانفجارين اللذين وقعا الأربعاء في مدينة كيزلار الداغستانية في القوقاز شمال روسيا إلى 12 شخصاً بينهم قائد كبير في الشرطة وبلغ عدد الجرحى 27 بينهم 8 بحالة خطرة. ونقلت وكالة (نوفوستي) عن إدارة المدينة أن اعدد الضحايا ارتفع إلى 12 شخصا من بينهم 9 من رجال الشرطة. وأشارت إلى أنه نقل إلى المستشفى الواقع في وسط كيزلار 27 مصاباً بينهم 8 حالتهم خطيرة. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الداغستانية ل(نوفوستي) إنه تم تحديد هوية الانتحاري وإبلاغ الرئيس الداغستاني محمد سلام محمدوف بذلك. إلى ذلك، وصف محمدوف الأعمال الإرهابية في موسكو وكيزلار، بأنها حلقتان في سلسلة واحدة. وقال محمدوف الذي وصل إلى كيزلار إثر الحادث، أمام الصحافيين، إن الأعمال الإرهابية في موسكو حلقتان في سلسلة واحدة. وشدد على أن المجرمين سيعاقبون حيثما كانوا. وكانت المعلومات الأولية أشارت إلى مقتل تسعة أشخاص بينهم قائد الشرطة المحلية فيتالي فيديرنيكوف وجرح 6 آخرين. ووقع الانفجار الأول عند الساعة 8 و45 دقيقة بتوقيت موسكو وتبعه الثاني بعد 20 دقيقة وذلك على بعد 300 متر من مبانٍ لوزارة الداخلية وجهاز الأمن الفدرالي ومدرسة. وقال مصدر أمني إن سيارة من طراز نيفا مليئة بالمتفجرات انفجرت وعندما هرعت الشرطة وأجهزة الطوارئ إلى الموقع وقع الانفجار الثاني. وأكدت الشرطة المحلية ومحققون أن انتحارياً يرتدي ملابس شرطي نفذ الانفجار الثاني بعد وصول فريق من المحققين ورجال الإنقاذ إلى موقع الانفجار الأول. وأمر وزير الداخلية الداغستاني رشيد نورغالييف بتشديد الإجراءات الأمنية في الجمهورية وخصوصاً حول المباني الحكومية والأماكن العامة. ويأتي هذا الانفجار بعد يومين من وقوع انفجارين انتحاريين في شبكة قطار الأنفاق في موسكو أديا إلى مصرع 39 شخصاً. وفي السياق، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن التحقيق في الاعتداءين اللذين استهدفا محطتين لقطارات الانفاق في موسكو يحرز تقدما، مشيرا إلى امكان وجود رابط بين مرتكبي الاعتداء والاستخبارات الجورجية. وأشار باتروشيف إلى امكانية أن يكون مرتكبو الاعتداءين مرتبطين بالاستخبارات الجورجية، علما أن جهاز الأمن الفدرالي الروسي (الاستخبارات) رجح فرضية علاقة الانتحاريتين اللتين نفذتا الهجومين بمجموعات متمردة في القوقاز الشمالي، الذي يشهد اضطرابات أمنية وتمردا مسلحا منذ التسعينيات جراء الحربين اللتين شهدتهما تلك المنطقة. وقال سكرتير مجلس الأمن القومي: كانت لدينا معلومة مفادها أن بعض عناصر الاستخبارات الجورجية كانوا على اتصال مع منظمات ارهابية في القوقاز الشمالي الروسي.. علينا بحث هذه الفرضية أيضا في ما يتعلق باعتداءي موسكو. واضاف: هناك جورجيا وقائد هذه الدولة ميخائيل ساكاشفيلي الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ففي احدى المرات شن حربا وليس مستبعدا أن يفعلها مجددا. وخاضت روسيا حربا خاطفة ضد جورجيا في آب/ اغسطس 2008 اثر اجتياح القوات الجورجية لجمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية عنهخا والموالية لموسكو. وبثت قناة ايميدي التلفزيونية الجورجية الخاصة منتصف آذار/ مارس تقريرا اخباريا اكدت فيه تعرض البلاد لغزو روسي ومقتل الرئيس ساكاشفيلي ودعمت التقرير بمشاهد تعود إلى فترة الحرب من دون أن تذكر انها صور من الارشيف. غير أن المحطة بررت فعلتها بانها ذكرت قبل بث التقرير بانه اعادة تمثيل للواقع، ولكن التقرير نفسه لم يتضمن هذه العبارة.