ألقت عملية اختطاف رئيس الحكومة الليبي علي زيدان من قبل مسلحين مقرّبين من تنظيم الإخوان المسلمين، الضوء على مدى تراجع دور التنظيم في المنطقة بعد أن لعب دوراً بارزاً فيها منذ بداية الربيع العربية. ورأى محللون في عملية طرابلس، اليوم، محاولة من الإخوان لإعادة فرض نفوذهم في المنطقة لاسيما بعد الضربة القوية التي تلقوها في مصر. اختطاف رئيس الحكومة الليبي علي زيدان من قبل غرفة عمليات ثوار ليبيا المعروفة بقربها من تنظيم الإخوان المسلمين، رأى فيه محللون محاولة يائسة للتنظيم للعودة إلى المشهد السياسي في المنطقة، وفرض نوع من النفوذ الذي فقدوه بعد أن حصدوه في فصول الربيع العربي. النفوذ الإخواني ظهر جلياً في الدول التي شهدت ثورات أطاحت بأنظمة قمعت أي تحرك سياسي يعارض مبادئها، بدءاً من تونس ومروراً بليبيا وسوريا، خصوصاً في مصر، فهناك توّج الإخوان نفوذهم برئيس للجمهورية. أما فقدان هذا النفوذ فجاء سريعاً، حسب مراقبين، وتمثل باهتزاز في تونس إثر الاحتجاجات المناهضة للحكومة، واهتزاز مماثل في السودان مؤخراً، وتراجع واضح في سوريا جاء على حساب تقدم تنظيم القاعدة هناك. إلا أن الضربة الكبرى للإخوان جاءت في مهد التنظيم، أي في مصر، حيث ما لبثوا أن وصلوا إلى الحكم حتى خرجت ثورة شعبية ثانية أطاحت بحكمهم. لتبقى ليبيا، وبحسب خبراء، بصيص الأمل الوحيد أمام التنظيم، خصوصاً بعد أن التفّ على خسارته في انتخابات المؤتمر الوطني أي البرلمان بعيد الثورة ووصول رئيس له غير إخواني، عبر العمل على استصدار قانون العزل السياسي الذي أزاح رئيس المؤتمر الوطني وعدداً من الشخصيات البارزة، وجاء بأخرى عُرفت باعتمادها نهجاً مناصراً له.