نشرت وسائل إعلام عالمية وإسرائيلية ملخصا لنتائج دراسة خطيرة أجراها الباحثان عبد الله طوقان وأنتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الإستراتيجية في واشنطن، حول سيناريو الهجوم الإسرائيلي المتوقع هذا العام على المفاعلات النووية الإيرانية. وجاء في البحث أن 90 طائرة إسرائيلية مقاتلة ستتجه إلى الحدود التركية السورية، ترافقها طائرات إمداد الوقود من الجو، ومن هناك ستعبر الأجواء في شمال العراق، ثم فوق الأجواء الإيرانية لتلقي قنابل بزنة 2،25 طنا، تتبعها بإطلاق 42 صاروخا من نوع "يريحو" المتطور. ويتوقع مجريا البحث أنه إذا تم قصف مفاعل بوشهر الإيراني، فإن الآلاف من سكان إيران والخليج سوف يلقون حتفهم بينما سيصاب الملايين بالأمراض السرطانية التي تسببها الإشعاعات النووية. ويرى مجريا البحث بأن الرد الإيراني، سيكون على شكل إطلاق صواريخ شهاب 3 التي يمكنها الوصول إلى كل نقطة في "إسرائيل"، إضافة إلى إرسال آلاف الفدائيين لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وكذلك تدخل مباشر من حزب الله اللبناني، من خلال إطلاق صواريخه بأسلوب أكثر فاعلية مما كان أثناء حرب 2006. وقد استند الباحثان في هذا السيناريو الذي يقع في 114 صفحة، إلى معلومات استخبارية حول القوة العسكرية الإسرائيلية والإيرانية، وخاصة مخزون الصواريخ طويلة المدى والمفاعلات النووية للطرفين. ويرى طوقان وكوردسمان أن هجوما إسرائيليا على إيران هو ممكن عمليا، ولكن نجاحه وتحقيق أهدافه غير مؤكد، وفيه الكثير من المخاطرة. ويفسر الباحثان الأمر بأن كيان الاحتلال قد يهاجم ثلاثة مواقع نووية إيرانية معروفة، وبالتالي فإن نتائج الهجوم لن توقف عملية تخصيب اليورانيوم، ولن تمنع إيران من الوصول إلى إنتاج القنبلة النووية، ما سيترك الكثير من التساؤلات عن الفائدة من عملية بهذا الحجم وهذه المخاطرة، خاصة أن هناك عشرات المواقع النووية المنتشرة في إيران، والتي من الصعب الوصول إليها جميعا. ويرى الباحثان بأن أمام سلاح الجو الإسرائيلي ثلاثة خيارات جغرافية للهجوم؛ منها استخدام الأجواء الأردنية بصفتها الأقرب، أو استخدام الأجواء الأردنية ثم السعودية، لكنهما يستبعدان هذا الخيار لأن "إسرائيل" تخشى من التورط في أزمة سياسية مع الأردن والسعودية، وبالتالي فإن الخيار المفضل وإن كان الأبعد والأكثر كلفة ومخاطرة هو الهجوم من الحدود التركية- السورية عبر شمال العراق، مع استخدام وسائل تكنولوجية متطورة تساعد على تعطيل عمل أجهزة الإنذار المبكر في هذه الدول.