وصفت قوى وشخصيات عراقية مقيمة بدمشق انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية بأنه "إعادة انتشار"، مطالبة بانسحاب كامل للأميركيين من كل بقعة عراقية. ودعت في تصريحات للجزيرة نت كافة القوى المقاومة لتوحيد صفوفها وخطابها السياسي تحت سقف وطني مقاوم لا يميز بين العراقيين. وتفيد تقديرات أن عدد العراقيين المقيمين في سوريا يبلغ أكثر من مليون لاجئ اضطر معظمهم للفرار من أعمال العنف، ويقيم عدد قليل منهم هناك منذ عقود. هروب من المقاومة ويرى الأمين العام للتحالف الوطني لعشائر العراق الشيخ عصام بوهلالة أن القوات الأميركية باتت اليوم في مكان آمن يتيح لها الاختباء من ضربات المقاومة. وقال في تصريح للجزيرة نت إن تحليلات قيادات عسكرية عراقية تؤكد أن الأميركيين أصبحوا في وضعهم الجديد أقوى على السيطرة والتدخل العسكري خلافا لما يروج له. وتوقع بوهلالة أن تشهد المرحلة الجديدة تصعيدا أمنيا خطيرا لكنه انتقد في المقابل تحذيرات القوى المشاركة في الحكومة من انفلات أمني يسببه انسحاب القوات الأميركية موضحا أن تلك القوى تريد من الأميركيين حمايتها وليست معنية من قريب أو بعيد بأمن العراقيين ويعتبر التحالف الوطني لعشائر العراق امتدادا لمجلس العشائر المشارك في المعارضة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأعيد تأسيسه مطلع 2007 في مؤتمر عقد بدمشق ضم عشائر الفرات الأوسط والجنوب والغرب وكركوك وشخصيات سياسية مرموقة. مشروع للإنقاذ وبدوره قال رئيس التجمع الثقافي والإعلامي العراقي عبد الرحيم العبسي إن الانسحاب الأميركي من المدن مسرحية شاركت في وضعها أطراف عراقية بالتعاون مع الأميركيين. وأضاف "أن هذه الخطوة تحفظ ماء الوجه وفيها فبركة يدركها أبسط العراقيين". وتساءل "كيف نقول إنهم انسحبوا من المدن وهم موجودون -على سبيل المثال- في قاعدة التاجي في قلب بغداد كما أن لديهم مركزا إستراتيجيا في مطار بغداد الدولي وهو أقرب نقطة للعاصمة العراقية. ورأى العبسي أن مواجهة تلك الخطوة وما يواجه العراق عموما يتطلب الالتفاف حول مشروع وطني متكامل للإنقاذ. وأضاف أن القوى العراقية قدمت خطة للإنقاذ والحكومة على علم بها وتقوم على إعادة النظر في الدستور وانسحاب قوات الاحتلال بشكل حقيقي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة توحيد المقاومة بدوره أكد محمد الدليمي -وهو قيادي بعثي سابق- أن القوى المقاومة تتجه إلى توحيد صفوفها بعد نجاحها في فرض "إعادة الانتشار" على الأميركيين. وأوضح أن الأميركيين مطالبون بانسحاب كامل وليس الهرب إلى مواقع تتيح لهم مداهمة أي موقع أو منزل عراقي متى أرادوا. وانتقد الدليمي الأصوات المرتعبة من الانسحاب الأميركي الشامل قائلا "إن تلك القوى تتبع للأميركيين وولدت في كنفهم لذلك ليس غريبا عليها الإساءة للمقاومة باستمرار عبر الأعمال الإرهابية التي أودت بحياة الأبرياء من الشعب العراقي". وأكد أن المقاومة لا علاقة لها إلا بمواجهة المحتل وعملائه وهي تضم قوى وأحزابا وكتلا سياسية من البعثيين والقوميين والعشائر، وترتكز أساسا على الجيش العراقي السابق.