قالت مجلة “ذي كومنتاري مجازين” الأمريكية اليوم، إن شعبية الرئيس “باراك أوباما” في انخفاض مستمر، وذلك نتيجة لقانون الرعاية الصحية الغير كفئ، فضلا عن أن معظم الأمريكيين يحملون نظرة سلبية لسياسة الولاياتالمتحدة الخارجية، خاصة بشأن الاتفاق النووي مع إيران والأزمة السورية. وأضافت المجلة أن جهود “أوباما” وتراجع نفوذه في منطقة الشرق الأوسط يتردد صداها بين الأمريكيين الذين سئموا الحرب، بالإضافة إلى السياسة الأمريكية في مصر، فالقضية ليست شراء الجيش المصري معدات عسكرية من موسكو بقدر تمثيل الاتفاق بين البلدين، كما أنه انعكاس لتراجع النفوذ الأمريكي وعودة الإمبراطورية السوفيتية والقيصرية القديمة. وأشارت إلى أن الرئيس المصري الراحل “أنور السادات” طرد السوفيت من مصر بعد الاعتماد على الأسلحة الروسية لمواصلة الحرب ضد إسرائيل، واستبدلها بالولاياتالمتحدة ودعا الرئيس الأمريكي الأسبق “نيكسون” ووزير الخارجية “هنري كيسنجر” لزيارة مصر، حتى وصل في نهاية المطاف بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والتي ضمنت عودة شبه جزيرة سيناء التي فقدتها في عدوان عام 1967، ولكنها ضمنت أيضا مساعدات أمريكية. وذكرت المجلة الأمريكية أنه بعد الربيع العربي سيطرت جماعة الإخوان المسلمين على مصر، ولم تمارس الولاياتالمتحدة نفوذها لإجبار الإخوان على التراجع عن محاولة تحويل مصر إلى جزء خاص بهم، وعندما تدخل الجيش لإنقاذ الموقف بعد عام من سوء حكم الجماعة وتظاهر الملايين ضدها، سعت واشنطن لإيقاف الجيش عن التصرف، ولكن هذه المرة تجاهل جنرالات الجيش تحذيرات “أوباما” ووضعوا نهاية لحكم الإخوان، ومنذ ذلك الحين لم تفعل الإدارة الأمريكية شيء يذكر لرأب الصدع مع الجيش. وأوضحت أن بعد تعليق المساعدات الأمريكية بشكل جزئي تحولت الحكومة المصرية الجديدة حيث وقع ما تم التنبؤ به وهو تحول الحكومة المصرية الجديدة تجاه روسيا وللمرة الاولى منذ عام 1973. وترى المجلة أن روسيا لا تشكل نفس نوع التهديد للغرب مثل الاتحاد السوفيتي، ولكن جهود الرئيس الروسي “فلادمير بوتن” لاستعادة النفوذ في منطقة الشرق الأوسط عن طريق دعم الرئيس السوري “بشار الأسد” والتدخل في مصر، يعد أمرا مقلقا للغاية. واختتمت المجلة بقولها: ما يثير الغضب في هذه الأحداث هو تعامل إدارة “أوباما” السيئ للغاية والتسبب في توتر العلاقات مع مصر، حيث إن واشنطن فقدت أحد أصولها التي اعتمدت عليها لعقود، وسيشعر صناع السياسة الأمريكيين وكذلك شعوب المنطقة بذلك خلال السنوات القادمة.